هنيئاً لأبي البنات!

هنيئاً لأبي البنات!


بسم الله الرحمان الرحيم

أحسن تربيتها تكن لك سترا من النار!

يكاد كل امرئ يغبط صاحب البنات على ما جاء في فضل تربيتهن والإحسان لهن من فضائل ومكرمات، ويكفي منها قوله صلى الله عليه وسلم: "من ابتلي من هذه البنات بشيء فأحسن إليهن كن له سترا من النار" (متفق عليه عن عائشة رضي الله عنها).

وعنها رضي الله عنها أيضاً أنه صلى الله عليه وسلم قال: "من ابتلي بشيء من البنات فصبر عليهن كن له حجابا من النار" (رواه الترمذي وصححه الألباني).

فيا له من فضل عظيم وثواب كريم على هذا العمل الجليل؛ يعمّ كل من جعل الله له حظاً من تربية البنات، قل أو كثر، ويدلّ على منزلة عالية لمن أدى هذه الأمانة!

حبيبة أبيها..!

أعظم أقطة في ذلك، وفي سائر الشمائل ومكارم الأخلاق، هادي البشرية نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، في حنانه العظيم نحو بناته، وخصوصا فاطمة الزهراء رضي الله عنها التي عاشت بعده ستة أشهر، وكانت أسرع أهله لحوقا به صلى الله عليه وسلم، حيث بشرها بنفسه بذلك وهو في سكرات الموت، بأبي هو أمي صلى الله عليه وآله وسلم.

وكان إذا رآها سُرَ وهشّ لها وأوسع لها وقال: "مرحبا بابنتي". ومن عظيم إكرامه لها قوله صلى الله عليه وسلم: "فاطمة بضعة مني فمن أغضبها أغضبني" (رواه البخاري عن المسور رضي الله عنه).

أما أعظم بشارة بشّرها بها فهي المنقبة الكبرى بأنها "سيدة نساء أهل الجنة"!

فتمثل – أبا البنات – هذا الهدي النبوي الكريم، وتأس بهدي خير المرسلين صلى الله عليه وسلم، حنانا وإحسانا، وتربية وتزكية؛ ومداعبة وملاطفة؛ لتشعر ابنتك الغالية بمكانتها في قلبك، ولتجعلها بحق "حبيبة أبيها"!

حروف الختام..

إرشاد رباني لمن يخشى على ذريته من بعده الضعف أو الهوان؛ إذا حان أجله، إلى ما يجعلهم في حصن حصين في حفظ رب العالمين؛ قلب تقي ولسان نقي، قال تبارك وتعالى:

{وَلْيَخْشَ الَّذِينَ لَوْ تَرَكُواْ مِنْ خَلْفِهِمْ ذُرِّيَّةً ضِعَافًا خَافُواْ عَلَيْهِمْ فَلْيَتَّقُوا اللّهَ وَلْيَقُولُواْ قَوْلاً سَدِيدًا} (النساء/10).

شكرا جزيلاعلى هذا الموضوع القيم