جميلة لشوقي بغدادي
السبت 17 يناير 2009, 16:37
الشّاعر شوقي بغدادي: سوريا.
الفرحُ الكبير يا جميله
يشوبهُ الإعياءْ
وعندما يخيّم المساءْ
تجهشُ بالبكاءْ
أختي التي تحلم بالبطولة
وتقرأُ الأخبارَ عن جميله
وفي مدينتي
يفكّرون يا صديقتي
بهذه التي
تنظر من شبّاكها الصغيرْ
في سجنها المملِّ
كأنها تصلي
وقلبها الكبيرْ
يدقُّ مثل ساعةٍ ضخمه
تعيد في تكرارها كِلْمه
ترنّ في عالمنا الملتاعْ
يا إخوتي الوداعْ
الوداعْ… الوداعْ…
لو مُتِّ يا جميله
فكيف يستطيع أن يحدق الرجالْ
بعضهمُ في أعين البعضِ
وكيف يا رائدة الجبالْ
سينبعُ الماءُ من الأرضِ
لو متِّ يا جميله
فكيف سوف نستحقُ
بعدُ أن نعيشْ
ومن ترى سيمنع البركانَ أن يجيشْ
والشمسَ أن تُحجبَ باليدينْ
عيونهَا
وأن كل عينْ
تَغْرُق في العار الذي نزلْ
وتطبق الأجفان من خجلْ
لو متِّ يا جميله
فما الذي يقالْ
غدا إلى الأجيالْ
كيف ترى سنكتب التاريخْ
وأنتِ في جبيننا علامة
وفي غياباتِ القلوبِ صرخة الظلامة
لو صار يا جميله
كيف ترى سنمسح العار عن الجبينْ
ونقتل الإثم الذي استقرّ كالجنينْ
والذكرياتْ
والذكرياتُ السودُ بعد حينْ
تدقُّ جدران ضميرِ العالم الحزينْ
منِ المدين يا جميلتي
من المدينْ؟
لو تعرفين
ليس همُ الذينْ
ينتصبون عند باب السجن حاقدينْ
ويشحذون في ظلام ليلكِ السّكينْ
لا.. لا أُدينُ هؤلاء وحدهمْ
لا… لا أُدينْ
لو مُتِّ يا جميلتي فكلّنا مدينْ
ولطخة الجبينْ
سوف تغطّي قرننا العشرينْ
لو صار يا صديقتي, لو صارْ
وانقطعتْ من سجنكِ الأخبارْ
ولم يفد ما صنع الأحرارْ
ولا أغاني الشوق والأشعارْ
لو صار يا صديقتي ولمْ
يقدّرِ الوحشُ مدى الألمْ
فأنشب الأظفارَ واحتدمْ
يأكلُ لحما، ويعبُّ دمْ
فلن تكوني أبدا وحيده
ولن تضيع هذه القصيدة
ولن يقال إنها أيامْ
وعبثا لن ينفع الكلامْ
فأنتِ يا صديقه
عرفتِ في عذابكِ الحقيقة
وأنهُ أضعف ما يكون
جلاّدكِ المحيّرُ المجنونْ
يخبط في غياهبِ السجونْ
بوجههِ الممتعقِ العيونْ
وأنهم لو رفعوا الأسوارْ
وكتموا من دونكِ الأخبارْ
ففي ذرى الجبالْ
يزدحمُ النساءُ والرجالْ
وفي المدائنِ الكبرى وفي الضياعْ
وملء هذا العالم الملتاعْ
كي يقسموا في ساعة الوداعْ
رغم الأسى
والحزنِ
واللياعْ
أن يجهدوا أكثرَ كي يتابعوا الصراعْ
جميلتي تصلي
في سجنها المملِّ
وقلبها الكبيرْ
يدقُّ مثل ساعةٍ ضخمه
تعيد في تكرارها كِلْمه
ترنُّ في عالمنا وتصدحُ
يا إخوتي افرحوا…
يا إخوتي افرحوا
الفرحُ الكبير يا جميله
يشوبهُ الإعياءْ
وعندما يخيّم المساءْ
تجهشُ بالبكاءْ
أختي التي تحلم بالبطولة
وتقرأُ الأخبارَ عن جميله
وفي مدينتي
يفكّرون يا صديقتي
بهذه التي
تنظر من شبّاكها الصغيرْ
في سجنها المملِّ
كأنها تصلي
وقلبها الكبيرْ
يدقُّ مثل ساعةٍ ضخمه
تعيد في تكرارها كِلْمه
ترنّ في عالمنا الملتاعْ
يا إخوتي الوداعْ
الوداعْ… الوداعْ…
لو مُتِّ يا جميله
فكيف يستطيع أن يحدق الرجالْ
بعضهمُ في أعين البعضِ
وكيف يا رائدة الجبالْ
سينبعُ الماءُ من الأرضِ
لو متِّ يا جميله
فكيف سوف نستحقُ
بعدُ أن نعيشْ
ومن ترى سيمنع البركانَ أن يجيشْ
والشمسَ أن تُحجبَ باليدينْ
عيونهَا
وأن كل عينْ
تَغْرُق في العار الذي نزلْ
وتطبق الأجفان من خجلْ
لو متِّ يا جميله
فما الذي يقالْ
غدا إلى الأجيالْ
كيف ترى سنكتب التاريخْ
وأنتِ في جبيننا علامة
وفي غياباتِ القلوبِ صرخة الظلامة
لو صار يا جميله
كيف ترى سنمسح العار عن الجبينْ
ونقتل الإثم الذي استقرّ كالجنينْ
والذكرياتْ
والذكرياتُ السودُ بعد حينْ
تدقُّ جدران ضميرِ العالم الحزينْ
منِ المدين يا جميلتي
من المدينْ؟
لو تعرفين
ليس همُ الذينْ
ينتصبون عند باب السجن حاقدينْ
ويشحذون في ظلام ليلكِ السّكينْ
لا.. لا أُدينُ هؤلاء وحدهمْ
لا… لا أُدينْ
لو مُتِّ يا جميلتي فكلّنا مدينْ
ولطخة الجبينْ
سوف تغطّي قرننا العشرينْ
لو صار يا صديقتي, لو صارْ
وانقطعتْ من سجنكِ الأخبارْ
ولم يفد ما صنع الأحرارْ
ولا أغاني الشوق والأشعارْ
لو صار يا صديقتي ولمْ
يقدّرِ الوحشُ مدى الألمْ
فأنشب الأظفارَ واحتدمْ
يأكلُ لحما، ويعبُّ دمْ
فلن تكوني أبدا وحيده
ولن تضيع هذه القصيدة
ولن يقال إنها أيامْ
وعبثا لن ينفع الكلامْ
فأنتِ يا صديقه
عرفتِ في عذابكِ الحقيقة
وأنهُ أضعف ما يكون
جلاّدكِ المحيّرُ المجنونْ
يخبط في غياهبِ السجونْ
بوجههِ الممتعقِ العيونْ
وأنهم لو رفعوا الأسوارْ
وكتموا من دونكِ الأخبارْ
ففي ذرى الجبالْ
يزدحمُ النساءُ والرجالْ
وفي المدائنِ الكبرى وفي الضياعْ
وملء هذا العالم الملتاعْ
كي يقسموا في ساعة الوداعْ
رغم الأسى
والحزنِ
واللياعْ
أن يجهدوا أكثرَ كي يتابعوا الصراعْ
جميلتي تصلي
في سجنها المملِّ
وقلبها الكبيرْ
يدقُّ مثل ساعةٍ ضخمه
تعيد في تكرارها كِلْمه
ترنُّ في عالمنا وتصدحُ
يا إخوتي افرحوا…
يا إخوتي افرحوا
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى