- youyou17
عدد الرسائل : 2077
العمر : 33
تاريخ التسجيل : 12/05/2009
سلسلة أخلاقنا روعة
الأربعاء 02 سبتمبر 2009, 21:57
فضل حسن الخلق
الحمد لله المتفضل بالجود والإحسان, المنعم على عباده بنعم لا يحصيها العد
والحسبان, الكريم المنان الذي أسبغ علينا النعم ظاهرة وباطنه, فله الحمد في
الأولى والآخرة.
نحمده تعالى ونشكره ونصلي على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم, سيد المرسلين
وإمام المتقين, وعلى آله وصحبه أجمعين.
فإن مكارم الأخلاق صفة من صفات الأنبياء والصديقين والصالحين، بها تُنال
الدرجات، وتُرفع المقامات. وقد خص اللّه جل وعز نبيه محمداً صلى اللّه عليه
وسلم بآية جمعت له محامد الأخلاق ومحاسن الآداب فقال تعالى(وَإِنَّكَ
لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ))
وإن لحسن الخلق في الإسلام مكانة عالية, وتتعدد النصوص في فضل الخلق القويم
والحث على التحلي والتمسك به:
فلقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم(أكمل المؤمنين إيمانًا أحسنهم
خلقًا)) سنن الترمذي
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم(إن الناس لم يعطوا شيئاً خيراً من خلق
حسن)) صحيح الجامع
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم(عليك بحسن الخلق وطول الصمت، فوالذي
نفسي بيده ما تجمل الخلائق بمثلهما)) الترغيب والترهيب
وحُسن الخُلق نعني به: طلاقة الوجه، وبذل المعروف، وكف الأذى عن الناس، هذا
مع ما يلازم المسلم من كلام حسن، ومدارة للغضب، واحتمال الأذى.
وتأملوا أحبتي الأثر العظيم والثواب الجزيل لمن حسن خلقه:
* به تنال درجة العابدين فقد قال صلى الله عليه وسلم: )) إن الرجل ليدرك
بحسن خلقه درجات قائم الليل ، صائم النهار ((السلسلة الصحيحة
* إن أثقل ما يوضع في ميزانك عن النبي صلى الله عليه وسلم قال)):ما من شيء
يوضع في الميزان أثقل من حسن الخلق ((صحيح الترمذي
* ويجعلك أحب الناس إلى الله، و تكون به أقرب الناس مجلسًا إلى النبي فعن
النبي صلى الله عليه وسلم قال)):ألا أخبركم بأحبكم إليّ وأقربكم مني مجلسًا
يوم القيامة؟!)) قالوا: بلى، قال: ((أحسنكم خلقًا ((صحيح الترغيب
* حسن الخلق طريقا من طرق دخول الجنة بل بلوغ الدرجات العلى فيها، وقال
رسول الله صلى الله عليه وسلم)):أنا زعيم ببيت في أعلى الجنة لمن حسن خلقه
((رياض الصالحين
أحبتي فكم من أجور أضعناها بغفلتنا عن حسن الخلق والاعتناء به, وهذه دعوة
بأن نحتسب أجر التحلي بالصفات الحسنة، ونقود أنفسنا إلى الأخذ بها
والمجاهدة في ذلك.
مقتدين بسيرته صلى اللّه عليه وسلم فهي أعظم نموذج يُحتذى به في الخلق مع
نفسه، ومع زوجاته، ومع جيرانه، ومع ضعفاء المسلمين بل وحتى مع الكفار.
وسنتحدث من خلال هذه السلسلة التي نلقاكم بها خلال يومين في الأسبوع,,لنحيي
عن عدد من الأخلاق الكريمة التي حث عليها الدين ورتب عليها الأجر العظيم...
فابقوا معنا فما زال للحديث بقية
خلق الأمــانة
الأمانة خلق جليل من أخلاق الإسلام، وأساس من أسسه.
فهي فريضة عظيمة حملها الإنسان، بينما رفضت السماوات والأرض والجبال أن
يحملنها لعظمها وثقلها، يقول الله تعالى: {إنا عرضنا الأمانة على السموات
والأرض والجبال فأبين أن يحملنا وأشفقن منها وحملها الإنسان إنه كان ظلومًا
جهولاً}
مـا هي الأمانـة؟
الأمانة هي أداء الحقوق، والمحافظة عليها، فالمسلم يعطي كل ذي حق حقه.
مــكانــة الأمــانـة:
1- لقد أثنى الله على عباده المؤمنين بحفظهم للأمانة، فقال تعالى: {والذين
هم لأمانتهم وعهدهم راعون}
2-الأمانة خلق الرسول صلى الله عليه وسلم فقد كان يلقب قبل البعثة بالصادق
الأمين.
3- الأمانة علامة من علامات الإيمان، والخيانة إحدى علامات النفاق، يقول
النبي صلى الله عليه وسلم))آية المنافق ثلاث: إذا حدَّث كذب، وإذا وعد
أخلف، وإذا ائْتُمِنَ خان ((البخاري
4- إنها من أغلى ما يرزقه الله للعبد ، ولا يحزن بعده على أي عرض من الدنيا
، كما جاء في الحديث ))أربع إذا كن فيك فلا عليك ما فاتك من الدنيا : صدق
الحديث، وحفظ الأمانة ، وحسن الخلق ، وعفة مطعم ((صحيح الترغيب
أنــواع الأمـــانــــة:
الأمانة لها أنواع كثيرة،منها:
* الأمانة في العبادة:
فمن الأمانة أن يلتزم المسلم بالتكاليف، فيؤدي فروض التي افترضها الله عليه
على أتم وجه قاصداً بها وجه الله تعالى.
* الأمانة في حفظ الجوارح:
وعلى المسلم أن يعلم أن الجوارح والأعضاء كلها أمانات، يجب عليه أن يحافظ
عليها، ولا يستعملها فيما يغضب الله.
* الأمانة في الودائع:
ومن الأمانة حفظ الودائع وأداؤها لأصحابها عندما يطلبونها كما هي, قال
تعالى{إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها}
* الأمانة في العمل:
ومن الأمانة أن يؤدي المرء ما عليه على خير وجه، فالعامل والطالب ورب
الأسرة....إلخ الكل مطالب بأن يتقن عمله ويؤديه بإجادة وأمانة.
* الأمانة في الكلام:
ومن الأمانة أن يلتزم المسلم بالكلمة الجادة، فيعرف قدر الكلمة وأهميتها.
* الأمانة في حفظ الأسرار:
فالمسلم يحفظ سر أخيه ولا يخونه ولا يفشي أسراره.
ثمـــــرات الأمــــانة:
1- أن الله يحب الأمناء ويحبهم رسول الله ثم يحبهم الناس لذلك.
2- شيوع الثقة والتعاون بين أفراد المجتمع.
3- وجود الطمأنينة وراحة البال وسهولة التعامل بين الناس.
4- تورث الذكر الجميل بين الناس.
كيــف تكون أميـنــــاً؟
1- بالتعود والتنشئة وتعظيم مكانتها في نفس المسلم منذ الصغر.
2- تذكر المسئولية والموقف أمام الله يوم القيامة.
3- السعي لحسن الذكر في الدنيا, وعظيم الأجر في الآخرة بفضل الله ثم
بالتحلي بالأخلاق الحميدة ومنها الأمانة.
4- تذكر عاقبة الخيانة وأنها دليل على النفاق.
5- الاستفادة من سيرة السلف الصالح وحالهم مع الأمانة
فهيا معاً لنحيي خُلقاً عظيماً من أخلاق الإسلام, ولنجاهد أنفسنا عليه
لننال عظيم الأجر من الله جل وعز
هذا وصل اللهم وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن اقتفى أثره إلى يوم
الدين...
وإلى لقاء قريب مع خلق آخر كريم
خلق الإيثار
إذا كنت ممن يسهل عليهم العطاء ولا يؤلمهم البذل فأنت سَخِي، وإن كنتَ ممن
يعطون الأكثر ويُبقون لأنفسهم فأنت جواد.
أما إن كنت ممن يعطون الآخرين مع حاجتك إلى ما أعطيت لكنك قدمت غيرك على
نفسك فقد وصلت إلى مرتبة الإيثار..
ومرتبة الإيثار هي من أعلى المراتب.
معنـى الإيثـار:
الإيثار هو أن يقدم الإنسان حاجة غيره من الناس على حاجته، برغم احتياجه
لما يبذله، فقد يجوع ليشبع غيره، ويعطش ليروي سواه.
تقول أمنا عائشة رضي الله عنها: ما شبع رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثة
أيام متوالية حتى فارق الدنيا، ولو شئنا لشبعنا، ولكننا كنا نؤثر على
أنفسنا.
مكـانـة الإيثــار:
1- أثنى الله على أهل الإيثار، وجعلهم من المفلحين، فقال تعالى: {ويؤثرون
على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون}
2- لو لم يكن من فضائله إلا أنه دليل كمال الإيمان وحسن الإسلام ورفعة
الأخلاق لكفى.
3- هو طريق إلى محبة الرب سبحانه.
4- هو طريق لجلب البركة ووقاية من الشُّحِّ.
درجـات الإيثـار:
لقد قسم بعض العلماء الإيثار إلى مراتب ودرجات، فقد قال الإمام ابن القيم
رحمه الله تعالى:
الأولـى:
أن تُؤْثِرَ الخلقَ على نفسك فيما لا يخْرُمُ عليك دِينًا، ولا يقطع عليك
طريقًا، يعني أن تُقدمهم على نفسك في مصالحهم.
أما كلُّ سببٍ يعود عليك بصلاح قلبك ووقتك وحالك مع الله فلا تؤثِر به
أحدًا، فإن آثرت به فإنما تُؤْثِر الشيطان على الله وأنت لا تعلم.
الثانيـة:
إيثارُ رضا الله على رضا غيره وإن عظمت فيه المحن وثقلت فيه المؤن.
وإيثار رضا الله عز وجل على غيره، هو أن يريد ويفعل ما فيه مرضاته، ولو
أغضب الخلْق، وهي درجة الأنبياء، وأعلاها لِلرسل عليهم صلوات الله وسلامه.
وأعلاها لأولي العزم منهم، وأعلاها لنبينا صلى الله عليه وسلم.
ثمـرات الإيثـار:
1- انتشار التعاون والتعاضد بين المسلمين.
2- تحقيق الكفاية المادية في المجتمع.
3- بتحقيق الإيثار يتحقق الكمال الإيماني في النفس, قال صلى الله عليه وسلم
)) لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه (( البخاري
4- الإيثار يقودك إلى ترك جملة من الصفات الذميمة ، كالحسد والحقد ، والبغض
للآخرين ، والأنانية و الجشع ، وغيرها من الصفات الذميمة.
الحمد لله المتفضل بالجود والإحسان, المنعم على عباده بنعم لا يحصيها العد
والحسبان, الكريم المنان الذي أسبغ علينا النعم ظاهرة وباطنه, فله الحمد في
الأولى والآخرة.
نحمده تعالى ونشكره ونصلي على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم, سيد المرسلين
وإمام المتقين, وعلى آله وصحبه أجمعين.
فإن مكارم الأخلاق صفة من صفات الأنبياء والصديقين والصالحين، بها تُنال
الدرجات، وتُرفع المقامات. وقد خص اللّه جل وعز نبيه محمداً صلى اللّه عليه
وسلم بآية جمعت له محامد الأخلاق ومحاسن الآداب فقال تعالى(وَإِنَّكَ
لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ))
وإن لحسن الخلق في الإسلام مكانة عالية, وتتعدد النصوص في فضل الخلق القويم
والحث على التحلي والتمسك به:
فلقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم(أكمل المؤمنين إيمانًا أحسنهم
خلقًا)) سنن الترمذي
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم(إن الناس لم يعطوا شيئاً خيراً من خلق
حسن)) صحيح الجامع
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم(عليك بحسن الخلق وطول الصمت، فوالذي
نفسي بيده ما تجمل الخلائق بمثلهما)) الترغيب والترهيب
وحُسن الخُلق نعني به: طلاقة الوجه، وبذل المعروف، وكف الأذى عن الناس، هذا
مع ما يلازم المسلم من كلام حسن، ومدارة للغضب، واحتمال الأذى.
وتأملوا أحبتي الأثر العظيم والثواب الجزيل لمن حسن خلقه:
* به تنال درجة العابدين فقد قال صلى الله عليه وسلم: )) إن الرجل ليدرك
بحسن خلقه درجات قائم الليل ، صائم النهار ((السلسلة الصحيحة
* إن أثقل ما يوضع في ميزانك عن النبي صلى الله عليه وسلم قال)):ما من شيء
يوضع في الميزان أثقل من حسن الخلق ((صحيح الترمذي
* ويجعلك أحب الناس إلى الله، و تكون به أقرب الناس مجلسًا إلى النبي فعن
النبي صلى الله عليه وسلم قال)):ألا أخبركم بأحبكم إليّ وأقربكم مني مجلسًا
يوم القيامة؟!)) قالوا: بلى، قال: ((أحسنكم خلقًا ((صحيح الترغيب
* حسن الخلق طريقا من طرق دخول الجنة بل بلوغ الدرجات العلى فيها، وقال
رسول الله صلى الله عليه وسلم)):أنا زعيم ببيت في أعلى الجنة لمن حسن خلقه
((رياض الصالحين
أحبتي فكم من أجور أضعناها بغفلتنا عن حسن الخلق والاعتناء به, وهذه دعوة
بأن نحتسب أجر التحلي بالصفات الحسنة، ونقود أنفسنا إلى الأخذ بها
والمجاهدة في ذلك.
مقتدين بسيرته صلى اللّه عليه وسلم فهي أعظم نموذج يُحتذى به في الخلق مع
نفسه، ومع زوجاته، ومع جيرانه، ومع ضعفاء المسلمين بل وحتى مع الكفار.
وسنتحدث من خلال هذه السلسلة التي نلقاكم بها خلال يومين في الأسبوع,,لنحيي
عن عدد من الأخلاق الكريمة التي حث عليها الدين ورتب عليها الأجر العظيم...
فابقوا معنا فما زال للحديث بقية
خلق الأمــانة
الأمانة خلق جليل من أخلاق الإسلام، وأساس من أسسه.
فهي فريضة عظيمة حملها الإنسان، بينما رفضت السماوات والأرض والجبال أن
يحملنها لعظمها وثقلها، يقول الله تعالى: {إنا عرضنا الأمانة على السموات
والأرض والجبال فأبين أن يحملنا وأشفقن منها وحملها الإنسان إنه كان ظلومًا
جهولاً}
مـا هي الأمانـة؟
الأمانة هي أداء الحقوق، والمحافظة عليها، فالمسلم يعطي كل ذي حق حقه.
مــكانــة الأمــانـة:
1- لقد أثنى الله على عباده المؤمنين بحفظهم للأمانة، فقال تعالى: {والذين
هم لأمانتهم وعهدهم راعون}
2-الأمانة خلق الرسول صلى الله عليه وسلم فقد كان يلقب قبل البعثة بالصادق
الأمين.
3- الأمانة علامة من علامات الإيمان، والخيانة إحدى علامات النفاق، يقول
النبي صلى الله عليه وسلم))آية المنافق ثلاث: إذا حدَّث كذب، وإذا وعد
أخلف، وإذا ائْتُمِنَ خان ((البخاري
4- إنها من أغلى ما يرزقه الله للعبد ، ولا يحزن بعده على أي عرض من الدنيا
، كما جاء في الحديث ))أربع إذا كن فيك فلا عليك ما فاتك من الدنيا : صدق
الحديث، وحفظ الأمانة ، وحسن الخلق ، وعفة مطعم ((صحيح الترغيب
أنــواع الأمـــانــــة:
الأمانة لها أنواع كثيرة،منها:
* الأمانة في العبادة:
فمن الأمانة أن يلتزم المسلم بالتكاليف، فيؤدي فروض التي افترضها الله عليه
على أتم وجه قاصداً بها وجه الله تعالى.
* الأمانة في حفظ الجوارح:
وعلى المسلم أن يعلم أن الجوارح والأعضاء كلها أمانات، يجب عليه أن يحافظ
عليها، ولا يستعملها فيما يغضب الله.
* الأمانة في الودائع:
ومن الأمانة حفظ الودائع وأداؤها لأصحابها عندما يطلبونها كما هي, قال
تعالى{إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها}
* الأمانة في العمل:
ومن الأمانة أن يؤدي المرء ما عليه على خير وجه، فالعامل والطالب ورب
الأسرة....إلخ الكل مطالب بأن يتقن عمله ويؤديه بإجادة وأمانة.
* الأمانة في الكلام:
ومن الأمانة أن يلتزم المسلم بالكلمة الجادة، فيعرف قدر الكلمة وأهميتها.
* الأمانة في حفظ الأسرار:
فالمسلم يحفظ سر أخيه ولا يخونه ولا يفشي أسراره.
ثمـــــرات الأمــــانة:
1- أن الله يحب الأمناء ويحبهم رسول الله ثم يحبهم الناس لذلك.
2- شيوع الثقة والتعاون بين أفراد المجتمع.
3- وجود الطمأنينة وراحة البال وسهولة التعامل بين الناس.
4- تورث الذكر الجميل بين الناس.
كيــف تكون أميـنــــاً؟
1- بالتعود والتنشئة وتعظيم مكانتها في نفس المسلم منذ الصغر.
2- تذكر المسئولية والموقف أمام الله يوم القيامة.
3- السعي لحسن الذكر في الدنيا, وعظيم الأجر في الآخرة بفضل الله ثم
بالتحلي بالأخلاق الحميدة ومنها الأمانة.
4- تذكر عاقبة الخيانة وأنها دليل على النفاق.
5- الاستفادة من سيرة السلف الصالح وحالهم مع الأمانة
فهيا معاً لنحيي خُلقاً عظيماً من أخلاق الإسلام, ولنجاهد أنفسنا عليه
لننال عظيم الأجر من الله جل وعز
هذا وصل اللهم وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن اقتفى أثره إلى يوم
الدين...
وإلى لقاء قريب مع خلق آخر كريم
خلق الإيثار
إذا كنت ممن يسهل عليهم العطاء ولا يؤلمهم البذل فأنت سَخِي، وإن كنتَ ممن
يعطون الأكثر ويُبقون لأنفسهم فأنت جواد.
أما إن كنت ممن يعطون الآخرين مع حاجتك إلى ما أعطيت لكنك قدمت غيرك على
نفسك فقد وصلت إلى مرتبة الإيثار..
ومرتبة الإيثار هي من أعلى المراتب.
معنـى الإيثـار:
الإيثار هو أن يقدم الإنسان حاجة غيره من الناس على حاجته، برغم احتياجه
لما يبذله، فقد يجوع ليشبع غيره، ويعطش ليروي سواه.
تقول أمنا عائشة رضي الله عنها: ما شبع رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثة
أيام متوالية حتى فارق الدنيا، ولو شئنا لشبعنا، ولكننا كنا نؤثر على
أنفسنا.
مكـانـة الإيثــار:
1- أثنى الله على أهل الإيثار، وجعلهم من المفلحين، فقال تعالى: {ويؤثرون
على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون}
2- لو لم يكن من فضائله إلا أنه دليل كمال الإيمان وحسن الإسلام ورفعة
الأخلاق لكفى.
3- هو طريق إلى محبة الرب سبحانه.
4- هو طريق لجلب البركة ووقاية من الشُّحِّ.
درجـات الإيثـار:
لقد قسم بعض العلماء الإيثار إلى مراتب ودرجات، فقد قال الإمام ابن القيم
رحمه الله تعالى:
الأولـى:
أن تُؤْثِرَ الخلقَ على نفسك فيما لا يخْرُمُ عليك دِينًا، ولا يقطع عليك
طريقًا، يعني أن تُقدمهم على نفسك في مصالحهم.
أما كلُّ سببٍ يعود عليك بصلاح قلبك ووقتك وحالك مع الله فلا تؤثِر به
أحدًا، فإن آثرت به فإنما تُؤْثِر الشيطان على الله وأنت لا تعلم.
الثانيـة:
إيثارُ رضا الله على رضا غيره وإن عظمت فيه المحن وثقلت فيه المؤن.
وإيثار رضا الله عز وجل على غيره، هو أن يريد ويفعل ما فيه مرضاته، ولو
أغضب الخلْق، وهي درجة الأنبياء، وأعلاها لِلرسل عليهم صلوات الله وسلامه.
وأعلاها لأولي العزم منهم، وأعلاها لنبينا صلى الله عليه وسلم.
ثمـرات الإيثـار:
1- انتشار التعاون والتعاضد بين المسلمين.
2- تحقيق الكفاية المادية في المجتمع.
3- بتحقيق الإيثار يتحقق الكمال الإيماني في النفس, قال صلى الله عليه وسلم
)) لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه (( البخاري
4- الإيثار يقودك إلى ترك جملة من الصفات الذميمة ، كالحسد والحقد ، والبغض
للآخرين ، والأنانية و الجشع ، وغيرها من الصفات الذميمة.
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى