- youyou17
عدد الرسائل : 2077
العمر : 33
تاريخ التسجيل : 12/05/2009
حال عصاة المؤمنين ( الجزء الثاني )
الجمعة 28 أغسطس 2009, 02:28
حال عصاة المؤمنين ( الجزء الثاني )
فضيحة الغادر
عن ابن عمر قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إذا جمع الله
الأولين والآخرين يوم القيامة يرفع لكل غادر لواء ، فقيل : هذه غدرة فلان
ابن فلان " رواه مسلم (1) .
والغادر : الذي يواعد على أمر ، ولا يفي به ، واللواء : الراية العظيمة ،
لا يمسكها إلا صاحب جيش الحرب ، أو صاحب دعوة الجيش ، ويكون الناس تبعاً
له (2) . فالغادر ترفع له راية تسجل عليها غدرته ، فيفضح بذلك يوم القيامة
، وتجعل هذه الراية عند مؤخرته ، ففي صحيح مسلم عن أبي سعيد قال: قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم : " لكل غادر لواء عند استه يوم القيامة " (3) .
وكلما كانت الغدرة كبيرة عظيمة كلما ارتفعت الراية التي يفضح بها في يوم
الموقف العظيم ، ففي صحيح مسلم عن أبي سعيد قال : قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم : " لكل غادر لواء يوم القيامة يرفع له بقدر غدره ، ألا ولا
غادر أعظم غدراً من أمير عامة " (4) ، وأمير العامة هو الحاكم أو الخليفة
، وكانت غدرته كذلك لأن ضرره يتعدى إلى خلق كثير ، ولأن الحاكم أو الوالي
يملك القوة والسلطان فلا حاجة به إلى الغدر .
وقد جعل الله العقاب بهذا اللون من العقوبة على طريقة ما يعهده البشر ويفهمونه ألا ترى قول شاعرهم :
أسمي ويحك هل سمعت بغدرة ××× رفع اللواء لنا بها في المجمع
فكانت العرب ترفع للغادر لواء في المحافل ومواسم الحج ، وكذلك يطاف بالجاني مع جنايته (5) .
الغلول
الغلول هو الأخذ من الغنيمة على وجه الخفية ، وهو ذنب يخفي تحته شيئاً من
الطمع والأثرة ، وقد توعد الله تبارك وتعالى الغال بفضحه يوم القيامة على
رؤوس الأشهاد ، وذلك لتحميله ما غله في ذلك اليوم ( وَمَن يَغْلُلْ يَأْتِ
بِمَا غَلَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَّا
كَسَبَتْ وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ ) [ آل عمران : 161 ] .
يقول القرطبي في تفسير هذه الآية : " أي يأتي به حاملاً له على ظهره وعلى
رقبته ، معذباً بحمله وثقله ، ومرعوباً بصوته ، وموبخاً بإظهار خيانته على
رؤوس الأشهاد " (6) .
ومن الغلول غلول الحكام والموظفين والعمال والولاة من الأموال العامة ،
وقد وضح الرسول صلى الله عليه وسلم كيف يحمل الغالون يوم القيامة ما غلوه
في أكثر من حديث، فعن أبي هريرة – رضي الله عنه – قال : قام فينا رسول
الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم ، فذكر الغلول فعظمه ، وعظم أمره ، ثم
قال : " لا ألفين أحدكم يجيء يوم القيامة على رقبته بعير له رغاء ، يقول :
يا رسول الله ، أغثني ، فأقول : لا أملك لك شيئاً ، قد أبلغتك .
لا ألفين أحدكم يجيء يوم القيامة على رقبته فرس له حمحمة ، فيقول : يا رسول الله، فأقول : لا أملك لك شيئاً ، قد أبلغتك .
لا ألفين أحدكم يجيء يوم القيامة على رقبته شاة لها ثغاء ، يقول : يا رسول الله ، أغثني ، فأقول : لا أملك شيئاً قد أبلغتك .
لا ألفين أحدكم يجيء يوم القيامة على رقبته نفس لها صياح ، فيقول : يا رسول الله، أغثني ، فأقول : لا أملك شيئاً ، قد أبلغتك .
لا ألفين أحدكم يجيء يوم القيامة على رأسه رقاع تخفق ، فيقول : يا رسول الله ، أغثني ، فأقول : لا أملك لك شيئاً ، قد أبلغتك .
لا ألفين أحدكم يجيء يوم القيامة على رقبته صامت (7) ، فيقول : يا رسول
الله ، فأقول : لا أملك لك شيئاً ، قد أبلغتك " متفق عليه ، وهذا لفظ مسلم
، وهو أتم ( .
وأخرج الطبراني في ((معجمه الكبير)) ، والبيهقي في ((السنن)) والحميدي في
مسنده أن الرسول صلى الله عليه وسلم استعمل عبادة بن الصامت على الصدقة ،
ثم قال له : " اتق الله يا أبا الوليد أن تأتي يوم القيامة ببعير تحمله
على رقبتك ، له رغاء ، أو بقرة لها خوار ، أو شاة لها ثؤاج " (9) .
وقد ساق ابن كثير في تفسيره الأحاديث المرهبة من الغلول ، ومنها أحاديث
غلول العمال من الصدقات ، وساق حديث أبي حميد الساعدي قال : " استعمل رسول
الله صلى الله عليه وسلم رجلاً من الأزد يقال له ابن اللتبية على الصدقة ،
فجاء فقال : هذا لكم وهذا أهدي لي .
فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم على المنبر ، فقال : " ما بال العامل
نبعثه على عمل ، فيقول : هذا لكم ، وهذا لي ، أفلا جلس في بيت أبيه وأمه ،
فينظر أيهدى إليه أم لا ؟ والذي نفس محمد بيده لا يأتي أحدكم منها بشيء
إلا جاء به يوم القيامة على رقبته . إن كان بعيراً له رغاء ، أو بقرة لها
خوار ، أو شاة تيعر " رواه البخاري ومسلم (10) .
غاصب الأرض
عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم :
" من أخذ من الأرض شيئاً بغير حقه خسف به يوم القيامة إلى سبع أرضين "
(11) .
ذو الوجهين
شر الناس يوم القيامة المتلون الذي لا يثبت على حال واحدة وموقف واحد ،
فيأتي هؤلاء بوجه ، وهؤلاء بوجه ، روى البخاري ومسلم في صحيحيهما عن أبي
هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " تجدون
شرَّ الناس يوم القيامة ذا الوجهين ، الذي يأتي هؤلاء بوجه ، وهؤلاء بوجه
" (12) .
ورد في بعض الأحاديث أن هذا الصنف من الناس يكون له لسان من نار يوم
القيامة، فقد أخرج أبو داود واللفظ له ، والبخاري في الأدب المفرد ،
والدارمي ، وأبو يعلى وغيرهم عن عمار بن ياسر رضي الله عنه قال : قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم: " من كان له وجهان في الدنيا كان له لسان من نار
يوم القيامة " (13) .
الحاكم الذي يحتجب عن رعيته
روى أبو داود وابن ماجة والحاكم بإسناد صحيح عن أبي مريم الأزدي قال : قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من ولي من أمور المسلمين شيئاً ، فاحتجب
دون خلتهم ، وحاجتهم ، وفقرهم ، وفاقتهم ، احتجب الله عنه يوم القيامة ،
دون خلته ، وحاجته ، وفاقته ، وفقره " (14) .
الذي يسأل وله ما يغنيه
يبعث الذي كان يسأل الناس وله ما يغنيه ، وفي وجهه خموش أو كدوش ، فقد
أخرج أبو داود والنسائي والترمذي والدارمي وغيرهم عن عبد الله بن مسعود
قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من سأل وله ما يغنيه ، جاءت
مسألته يوم القيامة خدوشاً أو خموشاً أو كدوحاً في وجهه .
قيل : يا رسول الله ، وما يغنيه ؟
قال : خمسون درهماً ، أو قيمتها من الذهب " (15) .
وفي مسند الإمام أحمد عن عمران بن حصين قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " مسألة الغنى شين في وجهه يوم القيامة " (16) .
البصاق تجاه القبلة
جهة القبلة محترمة مقدسة ، ولذا فقد جاءت الأحاديث ناهية عن استقبال القبلة واستدبارها حال البول والغائط .
ومما نهى عنه الرسول صلى الله عليه وسلم البصاق تجاه القبلة ، وأخبرنا أن
الذي يتنخم تجاه القبلة يأتي يوم القيامة ونخامته في وجهه ، فقد روى
البزار في مسنده ، وابن حبان ، وابن خزيمة في صحيحيهما عن ابن عمر قال : "
تبعث النخامة في القبلة يوم القيامة ، وهي في وجه صاحبها " (17) .
وروى أبو داود في ((سننه)) وابن حبان في ((صحيحه)) عن حذيفة بن اليمان عن
رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " من تفل تجاه القبلة جاء يوم القيامة
وتفله بين عينيه " ، وإسناده صحيح (18) .
من كذب في حلمه
يعاقب الذي يكذب في حلمه يوم القيامة بأن يكلف بأن يعقد بين شعيرتين ،
والذي يستمع إلى قوم وهم كارهون يعاقب بأن يصب الآنك في أذنيه يوم القيامة
، والآنك الرصاص .
روى البخاري في صحيحه عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " من
تحلم بحلم لم يره كلِّف أن يعقد بين شعيرتين ، ولن يفعل ، ومن استمع إلى
حديث قوم وهم له كارهون ، أو يفرون منه ، صب في أذنه الآنك يوم القيامة "
(19) .
--------------------------------
(1) صحيح مسلم ، (3/1359) ورقمه : 1735 ، والحديث رواه البخاري وأبو داود والترمذي وغيرهم .
(2) شرح النووي على مسلم : (11/42) .
(3) صحيح مسلم : (3/1361) ، ورقم الحديث : 1738 .
(4) المصدر السابق .
(5) التذكرة للقرطبي : 297 .
(6) تفسير القرطبي : (4/256) .
(7) الصامت : الذهب والفضة .
( مشكاة المصابيح : (2/401) . ورقم الحديث : 3995 .
(9) سلسلة الأحاديث الصحيحة: (2/537) ، ورقمه : (758). والحديث صحيح .
(10) تفسير ابن كثير : (2/145) .
(11) صحيح البخاري ، كتاب الرقاق ، باب إثم من ظلم شيئاً من الأرض ، فتح الباري : (5/103) .
(12) مشكاة المصابيح : (2/578) ، ورقمه : 4820 .
(13) سلسلة الأحاديث الصحيحة : (2/584) ، ورقمه : (892) .
(14) صحيح الجامع الصغير : (5/368) ، ورقم الحديث : 6471 .
(15) سلسلة الأحاديث الصحيحة : ورقم الحديث : (499) .
(16) صحيح الجامع الصغير : (5/208) ورقمه : 5747 ، وقال المحقق فيه : صحيح .
(17) صحيح الجامع الصغير : (3/33) ورقمه : 2907 ، وقال الشيخ ناصر فيه :
صحيح ، وانظر كلام الشيخ ناصر الدين الألباني على الحديث في ( سلسلة
الأحاديث الصحيحة ) حديث رقم : 223 .
(18) سلسلة الأحاديث الصحيحة ، ورقم الحديث : 222 .
(19) صحيح البخاري ، كتاب تعبير الرؤيا ، باب من كذب في حلمه ، فتح الباري : (12/427) .
فضيحة الغادر
عن ابن عمر قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إذا جمع الله
الأولين والآخرين يوم القيامة يرفع لكل غادر لواء ، فقيل : هذه غدرة فلان
ابن فلان " رواه مسلم (1) .
والغادر : الذي يواعد على أمر ، ولا يفي به ، واللواء : الراية العظيمة ،
لا يمسكها إلا صاحب جيش الحرب ، أو صاحب دعوة الجيش ، ويكون الناس تبعاً
له (2) . فالغادر ترفع له راية تسجل عليها غدرته ، فيفضح بذلك يوم القيامة
، وتجعل هذه الراية عند مؤخرته ، ففي صحيح مسلم عن أبي سعيد قال: قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم : " لكل غادر لواء عند استه يوم القيامة " (3) .
وكلما كانت الغدرة كبيرة عظيمة كلما ارتفعت الراية التي يفضح بها في يوم
الموقف العظيم ، ففي صحيح مسلم عن أبي سعيد قال : قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم : " لكل غادر لواء يوم القيامة يرفع له بقدر غدره ، ألا ولا
غادر أعظم غدراً من أمير عامة " (4) ، وأمير العامة هو الحاكم أو الخليفة
، وكانت غدرته كذلك لأن ضرره يتعدى إلى خلق كثير ، ولأن الحاكم أو الوالي
يملك القوة والسلطان فلا حاجة به إلى الغدر .
وقد جعل الله العقاب بهذا اللون من العقوبة على طريقة ما يعهده البشر ويفهمونه ألا ترى قول شاعرهم :
أسمي ويحك هل سمعت بغدرة ××× رفع اللواء لنا بها في المجمع
فكانت العرب ترفع للغادر لواء في المحافل ومواسم الحج ، وكذلك يطاف بالجاني مع جنايته (5) .
الغلول
الغلول هو الأخذ من الغنيمة على وجه الخفية ، وهو ذنب يخفي تحته شيئاً من
الطمع والأثرة ، وقد توعد الله تبارك وتعالى الغال بفضحه يوم القيامة على
رؤوس الأشهاد ، وذلك لتحميله ما غله في ذلك اليوم ( وَمَن يَغْلُلْ يَأْتِ
بِمَا غَلَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَّا
كَسَبَتْ وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ ) [ آل عمران : 161 ] .
يقول القرطبي في تفسير هذه الآية : " أي يأتي به حاملاً له على ظهره وعلى
رقبته ، معذباً بحمله وثقله ، ومرعوباً بصوته ، وموبخاً بإظهار خيانته على
رؤوس الأشهاد " (6) .
ومن الغلول غلول الحكام والموظفين والعمال والولاة من الأموال العامة ،
وقد وضح الرسول صلى الله عليه وسلم كيف يحمل الغالون يوم القيامة ما غلوه
في أكثر من حديث، فعن أبي هريرة – رضي الله عنه – قال : قام فينا رسول
الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم ، فذكر الغلول فعظمه ، وعظم أمره ، ثم
قال : " لا ألفين أحدكم يجيء يوم القيامة على رقبته بعير له رغاء ، يقول :
يا رسول الله ، أغثني ، فأقول : لا أملك لك شيئاً ، قد أبلغتك .
لا ألفين أحدكم يجيء يوم القيامة على رقبته فرس له حمحمة ، فيقول : يا رسول الله، فأقول : لا أملك لك شيئاً ، قد أبلغتك .
لا ألفين أحدكم يجيء يوم القيامة على رقبته شاة لها ثغاء ، يقول : يا رسول الله ، أغثني ، فأقول : لا أملك شيئاً قد أبلغتك .
لا ألفين أحدكم يجيء يوم القيامة على رقبته نفس لها صياح ، فيقول : يا رسول الله، أغثني ، فأقول : لا أملك شيئاً ، قد أبلغتك .
لا ألفين أحدكم يجيء يوم القيامة على رأسه رقاع تخفق ، فيقول : يا رسول الله ، أغثني ، فأقول : لا أملك لك شيئاً ، قد أبلغتك .
لا ألفين أحدكم يجيء يوم القيامة على رقبته صامت (7) ، فيقول : يا رسول
الله ، فأقول : لا أملك لك شيئاً ، قد أبلغتك " متفق عليه ، وهذا لفظ مسلم
، وهو أتم ( .
وأخرج الطبراني في ((معجمه الكبير)) ، والبيهقي في ((السنن)) والحميدي في
مسنده أن الرسول صلى الله عليه وسلم استعمل عبادة بن الصامت على الصدقة ،
ثم قال له : " اتق الله يا أبا الوليد أن تأتي يوم القيامة ببعير تحمله
على رقبتك ، له رغاء ، أو بقرة لها خوار ، أو شاة لها ثؤاج " (9) .
وقد ساق ابن كثير في تفسيره الأحاديث المرهبة من الغلول ، ومنها أحاديث
غلول العمال من الصدقات ، وساق حديث أبي حميد الساعدي قال : " استعمل رسول
الله صلى الله عليه وسلم رجلاً من الأزد يقال له ابن اللتبية على الصدقة ،
فجاء فقال : هذا لكم وهذا أهدي لي .
فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم على المنبر ، فقال : " ما بال العامل
نبعثه على عمل ، فيقول : هذا لكم ، وهذا لي ، أفلا جلس في بيت أبيه وأمه ،
فينظر أيهدى إليه أم لا ؟ والذي نفس محمد بيده لا يأتي أحدكم منها بشيء
إلا جاء به يوم القيامة على رقبته . إن كان بعيراً له رغاء ، أو بقرة لها
خوار ، أو شاة تيعر " رواه البخاري ومسلم (10) .
غاصب الأرض
عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم :
" من أخذ من الأرض شيئاً بغير حقه خسف به يوم القيامة إلى سبع أرضين "
(11) .
ذو الوجهين
شر الناس يوم القيامة المتلون الذي لا يثبت على حال واحدة وموقف واحد ،
فيأتي هؤلاء بوجه ، وهؤلاء بوجه ، روى البخاري ومسلم في صحيحيهما عن أبي
هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " تجدون
شرَّ الناس يوم القيامة ذا الوجهين ، الذي يأتي هؤلاء بوجه ، وهؤلاء بوجه
" (12) .
ورد في بعض الأحاديث أن هذا الصنف من الناس يكون له لسان من نار يوم
القيامة، فقد أخرج أبو داود واللفظ له ، والبخاري في الأدب المفرد ،
والدارمي ، وأبو يعلى وغيرهم عن عمار بن ياسر رضي الله عنه قال : قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم: " من كان له وجهان في الدنيا كان له لسان من نار
يوم القيامة " (13) .
الحاكم الذي يحتجب عن رعيته
روى أبو داود وابن ماجة والحاكم بإسناد صحيح عن أبي مريم الأزدي قال : قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من ولي من أمور المسلمين شيئاً ، فاحتجب
دون خلتهم ، وحاجتهم ، وفقرهم ، وفاقتهم ، احتجب الله عنه يوم القيامة ،
دون خلته ، وحاجته ، وفاقته ، وفقره " (14) .
الذي يسأل وله ما يغنيه
يبعث الذي كان يسأل الناس وله ما يغنيه ، وفي وجهه خموش أو كدوش ، فقد
أخرج أبو داود والنسائي والترمذي والدارمي وغيرهم عن عبد الله بن مسعود
قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من سأل وله ما يغنيه ، جاءت
مسألته يوم القيامة خدوشاً أو خموشاً أو كدوحاً في وجهه .
قيل : يا رسول الله ، وما يغنيه ؟
قال : خمسون درهماً ، أو قيمتها من الذهب " (15) .
وفي مسند الإمام أحمد عن عمران بن حصين قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " مسألة الغنى شين في وجهه يوم القيامة " (16) .
البصاق تجاه القبلة
جهة القبلة محترمة مقدسة ، ولذا فقد جاءت الأحاديث ناهية عن استقبال القبلة واستدبارها حال البول والغائط .
ومما نهى عنه الرسول صلى الله عليه وسلم البصاق تجاه القبلة ، وأخبرنا أن
الذي يتنخم تجاه القبلة يأتي يوم القيامة ونخامته في وجهه ، فقد روى
البزار في مسنده ، وابن حبان ، وابن خزيمة في صحيحيهما عن ابن عمر قال : "
تبعث النخامة في القبلة يوم القيامة ، وهي في وجه صاحبها " (17) .
وروى أبو داود في ((سننه)) وابن حبان في ((صحيحه)) عن حذيفة بن اليمان عن
رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " من تفل تجاه القبلة جاء يوم القيامة
وتفله بين عينيه " ، وإسناده صحيح (18) .
من كذب في حلمه
يعاقب الذي يكذب في حلمه يوم القيامة بأن يكلف بأن يعقد بين شعيرتين ،
والذي يستمع إلى قوم وهم كارهون يعاقب بأن يصب الآنك في أذنيه يوم القيامة
، والآنك الرصاص .
روى البخاري في صحيحه عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " من
تحلم بحلم لم يره كلِّف أن يعقد بين شعيرتين ، ولن يفعل ، ومن استمع إلى
حديث قوم وهم له كارهون ، أو يفرون منه ، صب في أذنه الآنك يوم القيامة "
(19) .
--------------------------------
(1) صحيح مسلم ، (3/1359) ورقمه : 1735 ، والحديث رواه البخاري وأبو داود والترمذي وغيرهم .
(2) شرح النووي على مسلم : (11/42) .
(3) صحيح مسلم : (3/1361) ، ورقم الحديث : 1738 .
(4) المصدر السابق .
(5) التذكرة للقرطبي : 297 .
(6) تفسير القرطبي : (4/256) .
(7) الصامت : الذهب والفضة .
( مشكاة المصابيح : (2/401) . ورقم الحديث : 3995 .
(9) سلسلة الأحاديث الصحيحة: (2/537) ، ورقمه : (758). والحديث صحيح .
(10) تفسير ابن كثير : (2/145) .
(11) صحيح البخاري ، كتاب الرقاق ، باب إثم من ظلم شيئاً من الأرض ، فتح الباري : (5/103) .
(12) مشكاة المصابيح : (2/578) ، ورقمه : 4820 .
(13) سلسلة الأحاديث الصحيحة : (2/584) ، ورقمه : (892) .
(14) صحيح الجامع الصغير : (5/368) ، ورقم الحديث : 6471 .
(15) سلسلة الأحاديث الصحيحة : ورقم الحديث : (499) .
(16) صحيح الجامع الصغير : (5/208) ورقمه : 5747 ، وقال المحقق فيه : صحيح .
(17) صحيح الجامع الصغير : (3/33) ورقمه : 2907 ، وقال الشيخ ناصر فيه :
صحيح ، وانظر كلام الشيخ ناصر الدين الألباني على الحديث في ( سلسلة
الأحاديث الصحيحة ) حديث رقم : 223 .
(18) سلسلة الأحاديث الصحيحة ، ورقم الحديث : 222 .
(19) صحيح البخاري ، كتاب تعبير الرؤيا ، باب من كذب في حلمه ، فتح الباري : (12/427) .
- نسمات الفجر
عدد الرسائل : 187
العمر : 24
تاريخ التسجيل : 16/04/2009
رد: حال عصاة المؤمنين ( الجزء الثاني )
الجمعة 28 أغسطس 2009, 11:02
بارك الله فيك وفي اختيارك الصائب للموضوع القيم
بورك فيك الاخ يويو
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى