- youyou17
عدد الرسائل : 2077
العمر : 33
تاريخ التسجيل : 12/05/2009
أبان بن سعيد بن العاص
الثلاثاء 25 أغسطس 2009, 15:17
أبان بن سعيد بن العاص بن أميّة القرشي ، أبو الوليد الأموي ، تأخر إسلامه
وكان تاجراً موسوراً ، وهو الذي أجار عثمان بن عفان يوم الحديبية حين بعثه
الرسـول -صلى اللـه عليه وسلم- رسولاً الى مكة ، ثم أسلم قبل الفتـح بقليل
وهاجر الى المدينة ، وقد استعمله الرسول الكريم سنة ( 9هـ ) على البحرين
وهو ابن عمّة أبو جهل ...
إسلامه
وقد كان سبب إسلام أبان بن سعيـد أنه اجتمع براهب وهو في تجارة بالشام ،
يقول أبان بعد عودته من الشام تعلمون أني بقرية يُقال لها ( بامَرْدى )
وكان بها راهب لم يُرَ له وجه مذ أربعين سنة ، فبينا أنا ذات ليلة هنالك
إذ النصارى يطيبون المصانع والكنائس ويصنعون الأطعمة ، ويلبسون الثياب ،
فأنكرت ذلك منهم فقلت ما شأنكم ؟) ... قالوا هذا راهب يُقال له (
بُكا ) لم ينزل الى الأرض ، ولم يُرَ فيها منذ أربعين سنة ، وهو نازل
اليوم ، فيمكث أربعين ليلة ، يأتي المصانع والكنائس وينزل على الناس ،
فلمّا كان من الغد نزل فخرجوا واجتمعوا ، وخرجت فنظرت إليه فإذا شيخ كبير
، فخرجوا وخرج معهم يطوف فيهم ، فمكث أياماً ، وإنّي قلت لصاحبِ منزلي
اذهب معي الى هذا الراهب ، فإني أريد أن أسأله عن شيء ) ...
فخرج معي حتى دخلنا عليه فقلت لي إليك حاجة ) ... فاخلني فقام مَنْ
عنده ، فقلت إنّي رجل من قريش ، وإن رجُلاً منّا خرج فينا يزعم أن الله
عز وجلّ أرسله ، مثلما أرسل موسى وعيسى ) ... فقال ممن هو ؟) ... قلت
من قريش ) ... قال وأين بلدكم ؟) ... قلت تهامة ثم مكة ) ... قال
لعلّكم تجار العـرب أهل بيتهم ؟) ... قلـت نعم ) ... قال ما اسم
صاحبـك ؟) ... قلت محمـد ) ... قال ألا أصِفُهُ لك ثم أخبـرك عنه ؟)
... قلت بلى ) ... قال مُذْ كم خرج فيكم ؟) ... قلت منذ عشرين
سنة أو دون ذلك بقليل ) ... قال فهو يومئذ ابن أربعين سنة ) ... قلت
أجل ) ... قال هو رجل سبطُ الرأس ، حسن الوجه ، قَصْدُ الطول ، شنّنُ
اليدين ، في عينيه حُمْرة ، لا يقاتل ببلده ما كان فيه ، فإذا خرج منه قال
فظفر ، وظهر عليه ، يكثر أصحابه ، ويقلُّ عدوه ) ... قلت ما أخطأت من
صفته ولا أمره واحدةً ، فأخبرني عنه ) ... قال ما اسمك ؟) ... قلت
أبان ) ... قال كيف أنت أصدقتَه أم كذّبتَه ؟) ... قلت بل كذّبتُهُ
) ... فرفع فضرب ظهري بكفٍ ليلة واحدة ، ثم قال أيخط بيده ؟) ... قلت
لا ) ... قال هو والله نبي هذه الأمة ، والله ليظهرنَّ عليكم ، ثم
ليظهرنَّ على العرب ، ثم ليظهرنَّ على الأرض ، لو قد خرج ) ... فخرج مكانه
، فدخل صومعته ، وتشبّت الناس به ، وما أدخله صومعته غير حديثي ، فقال
اقرأ على الرجل الصالح السلام ) ...
فأسلم أبان -رضي الله عنه - بعد مرجعه من الشام ، كما أن أخويه خالداً
وعمراً لمّا قدما من هجرة الحبشة الى المدينة بَعَثا إليه يدعُوَانه الى
الله ، فبادر وقَدِم المدينة مسلم ...
فضله
لمّا قدِمَ أبان بن سعيد بن العاص على رسول الله -صلى الله عليه وسلم-
فقال يا أبان ! كيف تركت أهل مكة ؟) ... قال تركتهم وقد جهدوا -يعني
المطر- وتركت الإذْخِر -وهو شجر ذو ثمر- وقد أعذق ، وتركتُ الثمار وقد حاص
) ... فاغْرَوْرَقَتْ عَينا النبي -صلى الله عليه وسلم- وقال أنا
أنصحكم ثم أبان بعدي ) ...
البحرين
لمّا صدر الناس من الحجّ سنة تسعٍ بعث رسول الله -صلى الله عليه وسلم-
أبان بن سعيد الى البحرين عاملاً عليها ، فسأله أبان أن يحالف عبد القيس
فأذِنَ له في ذلك ، وقال يا رسول الله ! اعهد إلي عهداً في صدقاتهم
وجزيتهم ، وما تجِرُوا به ) ... فأمره رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أن
يأخذ من المسلمين ربع العشر ممّا تجِروا به ، ومن كلِّ حالم من يهودي أو
نصراني أو مجوسي ديناراً ، الذكر والأنثى ، وكتب الرسول -صلى الله عليه
وسلم- الى مجوس هَجَر يعرض عليهم الإسلام ، فإن أبَوْا عرض عليهم الجزية
بأن لا تنكح نساؤهم ، ولا تؤكل ذبائحهم ، وكتب لهم صدقات الإبل والبقر
والغنم ، على فرضها وسنّتها كتاباً منشُوراً مختوماً في أسفله ... وتوفي
الرسول -صلى الله عليه وسلم- وأبان بن سعيد عامل على البحرين ...
بعد وفاة الرسول
لمّا توفي الرسـول -صلى اللـه عليه وسلم- وارتدّت العرب ، وارتدّ أهل هجـر
عن الإسلام ، فقال أبان بن سعيد لعبد القيس أبلغوني مأمني ) ... قالوا
بل أقمْ فلنجاهد معك في سبيل الله ، فإن الله معزّ دينه ، ومظهره على
ما سواه ، وعبد القيس لم ترجع عن الإسلام ) ... قال أبلغوني مأمني
فأشهد أمر أصحاب رسول الله -صلى الله عليه سلم- ، فليس مثلي يغيب عنهم ،
فأحيا بحياتهم وأموت بموتهم ) ... فقالوا لا تفعل ، أنت أعز الناس ،
وهذا عليك وعلينا فيه مقالة ، يقول قائل : فرّ من القتال ) ...
وقال عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- لأبان بعد عودته الى المدينة ما كان
حقك أن تقدم ، وتترك عملك بغير إذن إمامك ، ثم على هذه الحال ، ولكنك
أمنته ) ... فقال أبان إني والله ما كنت لأعمل لأحد بعد رسول الله -صلى
الله عليه وسلم- ، ولو كنت عاملاً لأحد بعد رسول الله -صلى الله عليه
وسلم- كنت عاملاً لأبي بكر في فضله وسابقته وقديم إسلامه ، ولكن لا أعمل
بعد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ) ... وشاور أبو بكر أصحابه فيمن يبعث
الى البحرين ، فقال له عثمان بن عفان ابعث رجلاً قد بعثه رسول الله
-صلى الله عليه وسلم- إليهم ، فقدم عليهم بإسلامهم وطاعتهم ، وقد عرفوه
وعرفهم ، وعرف بلادهم ) ... يعني العلاء بن الحضرمي ، فأبى عمر عليه ،
وقال أكْرِهْ أبان بن سعيد فإنه رجل قد حالفهم ) ... فأبى أبو بكر أن
يكرهه وقال لا أفعل ، لا أكره رجلاً يقول : لا أعمل لأحدٍ بعد رسول
الله -صلى الله عليه وسلم- ) ... وأجمع أبو بكر بعثة العلاء بن الحضرمي
الى البحرين ...
إستشهاده
استشهد أبان -رضي اللـه عنه- يوم أجنادين في الشام سنة ( 13هـ )، فقد كانت
جمـوع الروم فيها مائة ألف فهزمهم اللـه تعالى ، وأبلى خالد بن الوليد
بلاءً حسن ...
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى