- youyou17
عدد الرسائل : 2077
العمر : 33
تاريخ التسجيل : 12/05/2009
قوم يس (أصحاب القرية)
الإثنين 24 أغسطس 2009, 18:36
قال الله تعالى : " واضرب لهم مثلا
أصحاب القرية إذ جاءها المرسلون * إذ أرسلنا إليهم اثنين فكذبوهما فعززنا
بثالث فقالوا إنا إليكم مرسلون * قالوا ما أنتم إلا بشر مثلنا وما أنزل
الرحمن من شيء إن أنتم إلا تكذبون * قالوا ربنا يعلم إنا إليكم لمرسلون *
وما علينا إلا البلاغ المبين * قالوا إنا تطيرنا بكم لئن لم تنتهوا
لنرجمنكم وليمسنكم منا عذاب أليم * قالوا طائركم معكم أإن ذكرتم بل أنتم
قوم مسرفون * وجاء من أقصى المدينة رجل يسعى قال يا قوم اتبعوا المرسلين *
اتبعوا من لا يسألكم أجرا وهم مهتدون * وما لي لا أعبد الذي فطرني وإليه
ترجعون * أأتخذ من دونه آلهة إن يردن الرحمن بضر لا تغن عني شفاعتهم شيئا
ولا ينقذون * إني إذا لفي ضلال مبين * إني آمنت بربكم فاسمعون * قيل ادخل
الجنة قال يا ليت قومي يعلمون * بما غفر لي ربي وجعلني من المكرمين * وما
أنزلنا على قومه من بعده من جند من السماء وما كنا منزلين * إن كانت إلا
صيحة واحدة فإذا هم خامدون " .
اشتهر عن كثير من السلف والخلف أن هذه القرية أنطاكية رواه ابن إسحاق فيما
بلغه عن ابن عباس وكعب الأحبار ووهب ابن منبه ، وكذا روى عن بريدة بن
الخصيب وعكرمة قتادة والزهري وغيرهم . قال ابن إسحاق فيما بلغه عن ابن
عباس وكعب ووهب أنهم قالوا : وكان لهم ملك اسمه انطيخس بن أنطيخس وكان
يعبد الأصنام . فبعث الله إليه ثلاثة من الرسل وهم : صادوق ومصدوق وشلوم ،
فكذبهم .
وهذا ظاهر أنهم رسل من الله عز وجل ، وزعم قتادة أنهم كانوا رسلاً من
المسيح . وكذا قال ابن جرير ، عن وهب ، عن ابن سليمان ، عن شعيب الجبائي :
كان اسم المرسلين الأولين : شمعون ، ويوحنا ، واسم الثالث بولس ، والقرية
أنطاكية .
وهذا القول ضعيف جداً ، لأن أهل أنطاكية لما بعث إليهم المسيح ثلاثة من
الحواريين كانوا أول مدينة آمنت بالمسيح في ذلك الوقت . ولهذا كانت إحدى
المدني الأربع التي تكون فيها بتاركة النصاري . وهن : أنطاكية ، والقدس ،
والإسكندرية ، ورومية ، ثم بعدها القسطنطينية ولم يهلكوا . وأهل هذه
القرية المذكورة في القرآن أهلكوا ، كما قال في آخر قصتها بعد قتلهم صديق
المرسلين : " إن كانت إلا صيحة واحدة فإذا هم خامدون " ولكن إن كانت الرسل
الثلاثة المذكورون في القرآن . بعثوا إلى أهل أنطاكية قديماً فكذبوهم
وأهلكهم الله ، ثم عمرت بعد ذلك ، فلما كان في زمن المسيح آمنوا برسله
إليهم ، فلا يمنع هذا . . والله أعلم .
فأما القول بأن هذه القصة المذكورة في القرآن هي قصة أصحاب المسيح فضعيف
لما تقدم ، ولأن ظاهر سياق القرآن يقتضي أن هؤلاء الرسل من عند الله .
* * *
قال الله تعالى : " واضرب لهم مثلا " يعنى لقومك يا محمد " أصحاب القرية "
يعني المدينة " إذ جاءها المرسلون * إذ أرسلنا إليهم اثنين فكذبوهما
فعززنا بثالث " أي أيدناهما بثالث في الرسالة ، " فقالوا إنا إليكم مرسلون
" فردوا عليهم بأنهم بشر مثلهم ، كما قالت الأمم الكافرة لرسلهم ،
يستبعدون أن يبعث الله نبياً بشرياً . فأجابو بأن الله يعلم أنا رسله
إليكم ، ولو كنا كذبنا عليه لعاقبنها وانتقم منا أشد الإنتقام . " وما
علينا إلا البلاغ المبين " أي إنما علينا أن نبلغكم ما أرسلنا به إليكم
والله هو الذي يهدي من يشاء ويضل من يشاء " قالوا إنا تطيرنا بكم " أي
تشاءمنا بما جئنمونا به . " لئن لم تنتهوا لنرجمنكم " قيل بالمقال ، وقيل
بالفعال ، ويؤيد الأول قوله : " وليمسنكم منا عذاب أليم " توعدم بالقتل
والإهانة .
" قالوا طائركم معكم " أي مردود عليكم " أإن ذكرتم " أي بسبب أنا ذكرنا
بالهدى ودعوناكم إليه ، توعدتمونا بالقتل والإهانة " بل أنتم قوم مسرفون "
أي لا تقبلون الحق ولا تريدونه .
وقوله تعالى : " وجاء من أقصى المدينة رجل يسعى " يعنى لنصرة الرسل وإظهار
الإيمان بهم " قال يا قوم اتبعوا المرسلين * اتبعوا من لا يسألكم أجرا وهم
مهتدون " أي يدعونكم إلى الحق المحض بلا أجرة ولا جعالة .
ثم دعاهم إلى عبادة الله وحده لا شريك له ، ونهاهم عن عبادة ما سواه مما
لا ينفع شيئاً لا في الدنيا ولا في الآخرة . " إني إذا لفي ضلال مبين " أي
إن تركت عبادة الله وعبدت معه سواه .
ثم قال مخاطباً للرسل : " إني آمنت بربكم فاسمعون " قيل : فاستمعوا مقالتي
واشهدوا لي بها عند ربكم ، وقيل معناه : فاستمعوا يا قومي إيماني برسل
الله جهرة . فعند ذلك قتلوه ، قيل رجماً ، وقيل عضاً ، وقيل وثبوا إليه
وثبة رجل واحد فقتلوه .
وحكى ابن إسحاق عن بعض أصحابه عن ابن مسعود قال : وطئوه بأرجلهم ، حتى أخرجوا قصبته .
وقد روى الثوري عن عاصم الأحول ، عن أبي مجلز : كان اسم هذا الرجل حبيب بن
مري ثم قيل : كان نجاراً ، وقيل حياكاً ، وقيل إسكافاً ، وقيل قصاراً ،
وقيل كان يتعبد في غار هناك . . فالله أعلم .
وعن ابن عباس : كان حبيب النجار قد أسرع فيه الجذام ، وكان كثير الصدقة
فقتله قومه ، ولهذا قال تعالى : " قيل ادخل الجنة " يعنى لما قتله قومه
أدخله الله الجنة ، فلما رأى فيها من النضرة والسرور " قال يا ليت قومي
يعلمون * بما غفر لي ربي وجعلني من المكرمين " يعنى ليؤمنوا بما آمنت به
فيحصل لهم ما حصل لي .
قال ابن عباس : نصح قومه في حياته بقوله : " يا قوم اتبعوا المرسلين "
وبعد مماته في قوله : " يا ليت قومي يعلمون * بما غفر لي ربي وجعلني من
المكرمين " رواه ابن أبي حاتم . وكذلك قال قتادة : لا يلقى المؤمن إلا
ناصحاً ، لا يلقى غاشاً ، لما عاين من عاين من كرامة الله . " يا ليت قومي
يعلمون * بما غفر لي ربي وجعلني من المكرمين " تمنى والله أن يعلم قومه
بما عاين من كرامة الله وما هو عليه !
قال قتادة : فلا والله ما عاتب الله قومه بعد قتله : " إن كانت إلا صيحة واحدة فإذا هم خامدون " .
وقوله تعالى : " وما أنزلنا على قومه من بعده من جند من السماء وما كنا منزلين " أي
وما احتجنا في الإنتقام منهم إلى إنزال جند من السماء عليهم .
هدا معنى ما رواه ابن إسحاق عن بعض أصحابه عن ابن مسعود . قال مجاهد
وقتادة : وما أنزل عليهم جنداً ، أي رسالة أخرى . قال ابن جرير: والأول
أولى .
قلت : وأقوى ، ولهذا قال : " وما كنا منزلين " أي وما كنا نحتاج في
الإنتقام إلى هذا حين كذبوا رسلنا وقتلوا ولينا " إن كانت إلا صيحة واحدة
فإذا هم خامدون " .
قال المفسرون : بعث الله إليه جبريل عليه السلام ، فأخذ بعضادتي الباب
الذي لبلدهم ، ثم صاح بهم صيحة واحدة فإذا هم خامدون ، أي قد أخمدت
أصواتهم ، وسكنت حركاتهم ، ولم يبق منهم عين تطرف .
وهذا كله مما يدل على أن هذه القرية ليست أنطاكية ، لأن هؤلاء أهلكوا
بتكذيبهم رسل الله إليهم ، وأهل أنطاكية آمنوا واتبعوا رسل المسيح من
الحواريين إليهم . فلهذا قيل إن أنطاكية أول مدينة آمنت بالمسيح .
فأما الحديث الذي رواه الطبراني من حديث حسين الأشقر ، عن سفيان بن عيينة
عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، عن ابن عباس ، عن النبي صلى الله عليه وسلم
قال : " السبق ثلاثة : فالسابق إلى موسى : يوشع بن نون ، والسابق إلى عيسى
: صاحب يس ، والسابق إلى محمد : علي بن أبي طالب " فإنه حديث لا يثبت ،
لأن حسيناً هذا متروك شيعي من الغلاة ، وتفرد بهذا مما يدل على ضعفه
بالكلية . . والله أعلم .
أصحاب القرية إذ جاءها المرسلون * إذ أرسلنا إليهم اثنين فكذبوهما فعززنا
بثالث فقالوا إنا إليكم مرسلون * قالوا ما أنتم إلا بشر مثلنا وما أنزل
الرحمن من شيء إن أنتم إلا تكذبون * قالوا ربنا يعلم إنا إليكم لمرسلون *
وما علينا إلا البلاغ المبين * قالوا إنا تطيرنا بكم لئن لم تنتهوا
لنرجمنكم وليمسنكم منا عذاب أليم * قالوا طائركم معكم أإن ذكرتم بل أنتم
قوم مسرفون * وجاء من أقصى المدينة رجل يسعى قال يا قوم اتبعوا المرسلين *
اتبعوا من لا يسألكم أجرا وهم مهتدون * وما لي لا أعبد الذي فطرني وإليه
ترجعون * أأتخذ من دونه آلهة إن يردن الرحمن بضر لا تغن عني شفاعتهم شيئا
ولا ينقذون * إني إذا لفي ضلال مبين * إني آمنت بربكم فاسمعون * قيل ادخل
الجنة قال يا ليت قومي يعلمون * بما غفر لي ربي وجعلني من المكرمين * وما
أنزلنا على قومه من بعده من جند من السماء وما كنا منزلين * إن كانت إلا
صيحة واحدة فإذا هم خامدون " .
اشتهر عن كثير من السلف والخلف أن هذه القرية أنطاكية رواه ابن إسحاق فيما
بلغه عن ابن عباس وكعب الأحبار ووهب ابن منبه ، وكذا روى عن بريدة بن
الخصيب وعكرمة قتادة والزهري وغيرهم . قال ابن إسحاق فيما بلغه عن ابن
عباس وكعب ووهب أنهم قالوا : وكان لهم ملك اسمه انطيخس بن أنطيخس وكان
يعبد الأصنام . فبعث الله إليه ثلاثة من الرسل وهم : صادوق ومصدوق وشلوم ،
فكذبهم .
وهذا ظاهر أنهم رسل من الله عز وجل ، وزعم قتادة أنهم كانوا رسلاً من
المسيح . وكذا قال ابن جرير ، عن وهب ، عن ابن سليمان ، عن شعيب الجبائي :
كان اسم المرسلين الأولين : شمعون ، ويوحنا ، واسم الثالث بولس ، والقرية
أنطاكية .
وهذا القول ضعيف جداً ، لأن أهل أنطاكية لما بعث إليهم المسيح ثلاثة من
الحواريين كانوا أول مدينة آمنت بالمسيح في ذلك الوقت . ولهذا كانت إحدى
المدني الأربع التي تكون فيها بتاركة النصاري . وهن : أنطاكية ، والقدس ،
والإسكندرية ، ورومية ، ثم بعدها القسطنطينية ولم يهلكوا . وأهل هذه
القرية المذكورة في القرآن أهلكوا ، كما قال في آخر قصتها بعد قتلهم صديق
المرسلين : " إن كانت إلا صيحة واحدة فإذا هم خامدون " ولكن إن كانت الرسل
الثلاثة المذكورون في القرآن . بعثوا إلى أهل أنطاكية قديماً فكذبوهم
وأهلكهم الله ، ثم عمرت بعد ذلك ، فلما كان في زمن المسيح آمنوا برسله
إليهم ، فلا يمنع هذا . . والله أعلم .
فأما القول بأن هذه القصة المذكورة في القرآن هي قصة أصحاب المسيح فضعيف
لما تقدم ، ولأن ظاهر سياق القرآن يقتضي أن هؤلاء الرسل من عند الله .
* * *
قال الله تعالى : " واضرب لهم مثلا " يعنى لقومك يا محمد " أصحاب القرية "
يعني المدينة " إذ جاءها المرسلون * إذ أرسلنا إليهم اثنين فكذبوهما
فعززنا بثالث " أي أيدناهما بثالث في الرسالة ، " فقالوا إنا إليكم مرسلون
" فردوا عليهم بأنهم بشر مثلهم ، كما قالت الأمم الكافرة لرسلهم ،
يستبعدون أن يبعث الله نبياً بشرياً . فأجابو بأن الله يعلم أنا رسله
إليكم ، ولو كنا كذبنا عليه لعاقبنها وانتقم منا أشد الإنتقام . " وما
علينا إلا البلاغ المبين " أي إنما علينا أن نبلغكم ما أرسلنا به إليكم
والله هو الذي يهدي من يشاء ويضل من يشاء " قالوا إنا تطيرنا بكم " أي
تشاءمنا بما جئنمونا به . " لئن لم تنتهوا لنرجمنكم " قيل بالمقال ، وقيل
بالفعال ، ويؤيد الأول قوله : " وليمسنكم منا عذاب أليم " توعدم بالقتل
والإهانة .
" قالوا طائركم معكم " أي مردود عليكم " أإن ذكرتم " أي بسبب أنا ذكرنا
بالهدى ودعوناكم إليه ، توعدتمونا بالقتل والإهانة " بل أنتم قوم مسرفون "
أي لا تقبلون الحق ولا تريدونه .
وقوله تعالى : " وجاء من أقصى المدينة رجل يسعى " يعنى لنصرة الرسل وإظهار
الإيمان بهم " قال يا قوم اتبعوا المرسلين * اتبعوا من لا يسألكم أجرا وهم
مهتدون " أي يدعونكم إلى الحق المحض بلا أجرة ولا جعالة .
ثم دعاهم إلى عبادة الله وحده لا شريك له ، ونهاهم عن عبادة ما سواه مما
لا ينفع شيئاً لا في الدنيا ولا في الآخرة . " إني إذا لفي ضلال مبين " أي
إن تركت عبادة الله وعبدت معه سواه .
ثم قال مخاطباً للرسل : " إني آمنت بربكم فاسمعون " قيل : فاستمعوا مقالتي
واشهدوا لي بها عند ربكم ، وقيل معناه : فاستمعوا يا قومي إيماني برسل
الله جهرة . فعند ذلك قتلوه ، قيل رجماً ، وقيل عضاً ، وقيل وثبوا إليه
وثبة رجل واحد فقتلوه .
وحكى ابن إسحاق عن بعض أصحابه عن ابن مسعود قال : وطئوه بأرجلهم ، حتى أخرجوا قصبته .
وقد روى الثوري عن عاصم الأحول ، عن أبي مجلز : كان اسم هذا الرجل حبيب بن
مري ثم قيل : كان نجاراً ، وقيل حياكاً ، وقيل إسكافاً ، وقيل قصاراً ،
وقيل كان يتعبد في غار هناك . . فالله أعلم .
وعن ابن عباس : كان حبيب النجار قد أسرع فيه الجذام ، وكان كثير الصدقة
فقتله قومه ، ولهذا قال تعالى : " قيل ادخل الجنة " يعنى لما قتله قومه
أدخله الله الجنة ، فلما رأى فيها من النضرة والسرور " قال يا ليت قومي
يعلمون * بما غفر لي ربي وجعلني من المكرمين " يعنى ليؤمنوا بما آمنت به
فيحصل لهم ما حصل لي .
قال ابن عباس : نصح قومه في حياته بقوله : " يا قوم اتبعوا المرسلين "
وبعد مماته في قوله : " يا ليت قومي يعلمون * بما غفر لي ربي وجعلني من
المكرمين " رواه ابن أبي حاتم . وكذلك قال قتادة : لا يلقى المؤمن إلا
ناصحاً ، لا يلقى غاشاً ، لما عاين من عاين من كرامة الله . " يا ليت قومي
يعلمون * بما غفر لي ربي وجعلني من المكرمين " تمنى والله أن يعلم قومه
بما عاين من كرامة الله وما هو عليه !
قال قتادة : فلا والله ما عاتب الله قومه بعد قتله : " إن كانت إلا صيحة واحدة فإذا هم خامدون " .
وقوله تعالى : " وما أنزلنا على قومه من بعده من جند من السماء وما كنا منزلين " أي
وما احتجنا في الإنتقام منهم إلى إنزال جند من السماء عليهم .
هدا معنى ما رواه ابن إسحاق عن بعض أصحابه عن ابن مسعود . قال مجاهد
وقتادة : وما أنزل عليهم جنداً ، أي رسالة أخرى . قال ابن جرير: والأول
أولى .
قلت : وأقوى ، ولهذا قال : " وما كنا منزلين " أي وما كنا نحتاج في
الإنتقام إلى هذا حين كذبوا رسلنا وقتلوا ولينا " إن كانت إلا صيحة واحدة
فإذا هم خامدون " .
قال المفسرون : بعث الله إليه جبريل عليه السلام ، فأخذ بعضادتي الباب
الذي لبلدهم ، ثم صاح بهم صيحة واحدة فإذا هم خامدون ، أي قد أخمدت
أصواتهم ، وسكنت حركاتهم ، ولم يبق منهم عين تطرف .
وهذا كله مما يدل على أن هذه القرية ليست أنطاكية ، لأن هؤلاء أهلكوا
بتكذيبهم رسل الله إليهم ، وأهل أنطاكية آمنوا واتبعوا رسل المسيح من
الحواريين إليهم . فلهذا قيل إن أنطاكية أول مدينة آمنت بالمسيح .
فأما الحديث الذي رواه الطبراني من حديث حسين الأشقر ، عن سفيان بن عيينة
عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، عن ابن عباس ، عن النبي صلى الله عليه وسلم
قال : " السبق ثلاثة : فالسابق إلى موسى : يوشع بن نون ، والسابق إلى عيسى
: صاحب يس ، والسابق إلى محمد : علي بن أبي طالب " فإنه حديث لا يثبت ،
لأن حسيناً هذا متروك شيعي من الغلاة ، وتفرد بهذا مما يدل على ضعفه
بالكلية . . والله أعلم .
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى