- youyou17
عدد الرسائل : 2077
العمر : 33
تاريخ التسجيل : 12/05/2009
احتجاج آدم وموسى عليهما السلام
الإثنين 24 أغسطس 2009, 18:03
قال البخاري : حدثنا قتيبة ، حدثنا أيوب بن النجار ، عن
يحيى بن أبي كثير ، عن أبي سلمة عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم
قال : " حاج موسى آدم عليهما السلام فقال له : أنت الذي أخرجت الناس بذنبك
من الجنة وأشقيتهم .
قال آدم : يا موسى . . أنت الذي اصطفاك الله برسالاته وبكلامه ، أتلومني على أمر قد كتبه الله علي قبل أن يخلقني " .
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " فحج آدم موسى " .
وقد رواه مسلم بن عمرو الناقد ، و النسائي عن محمد بن عبد الله بن يزيد ،
عن أيوب بن النجار به قال أبو مسعود الدمشقي : ولم يخرجا عنه في الصحيحين
سواه .
وقد رواه أحمد ، عن عبد الرزاق عن معمر ، عن همام ، عن أبي هريرة ، ورواه مسلم عن محمد بن رافع ، عن عبد الرزاق به .
وقال الإمام أحمد : حدثنا أبو كامل ، حدثنا إبراهيم ، حدثنا أبو شهاب عن
حميد بن عبد الرحمن ، عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم : " احتج آدم وموسى ، فقال له موسى : أنت آدم أخرجتك خطيئتك من الجنة
؟
فقال له آدم : وأنت موسى الذي اصطفاك الله برسالاته وبكلامه ، تلومني على أمر قدر علي قبل أن أخلق ؟ " .
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " فحج آدم موسى " مرتين .
قلت : وقد روى هذا الحديث البخاري و مسلم من حديث الزهري ، عن حميد بن عبد
الرحمن ، عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم بنحوه .
وقال الإمام أحمد : حدثنا معاوية بن عمرو ، حدثنا زائدة ، عن الأعمش ، عن
أبي صالح ، عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " احتج آدم
وموسى ، فقال موسى : يا آدم . . أنت الذي خلقك الله بيده ، ونفخ فيك من
روحه ، أغويت الناس وأخرجتهم من الجنة " .
قال : " فقال : آدم : وأنت موسى الذي اصطفاك الله بكلامه تلومني على عمل
أعمله ، كتبه الله علي قبل أن يخلق السموات والأرض ؟ قال : فحج آدم موسى "
.
وقد رواه الترمذي و النسائي جميعاً عن يحيى بن حبيب بن عدي ، عن معمر بن سليمان ، عن أبيه ، عن الأعمش به .
قال الترمذي : وهو غريب من حديث سليمان التيمي عن الأعمش .
قال : وقد رواه بعضهم عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي سعيد .
قلت : هكذا رواه الحافظ أبو بكر البزار في مسنده ، عن محمد بن مثنى ، عن
معاذ بن أسد ، عن الفضل بن موسى ، عن الأعمش ، عن أبي صالح ، عن أبي سعيد .
ورواه البزار أيضاً : حدثنا عمرو بن علي الفلاس ، حدثنا أبو معاوية ، عن
الأعمش ، عن أبي صالح ، عن أبي هريرة ، أو أبي سعيد عن النبي صلى الله
عليه وسلم فذكر نحوه .
وقال أحمد : حدثنا سفيان ، عن عمرو سمع طاووساً ، سمع أبا هريرة يقول :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " احتج آدم وموسى ، فقال موسى : يا
آدم أنت أبونا خيبتنا وأخرجتنا من الجنة .
قال له آدم : يا موسى . . أنت الذي اصطفاك الله بكلامه - وقال مرة :
برسالته - وخط لك بيده ، أتلومني على أمره قدره الله علي قبل أن يخلقني
بأربعين سنة ؟ " .
قال : " حج آدم موسى ، حج آدم موسى ، حج آدم موسى " .
وهكذا رواه البخاري عن علي بن المديني ، عن سفيان ، قال : حفظناه من عمرو
عن طاووس ، قال : سمعت أبا هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : "
احتج آدم وموسى ، فقال موسى يا آدم . . أنت أبونا خيبتنا وأخرجتنا من
الجنة .
فقال له آدم : يا موسى . . اصطفاك الله بكلامه وخط لك بيده ، أتلومني على أمر قدره الله علي قبل أن يخلقني بأربعين سنة ؟
فحج آدم موسى ، فحج آدم موسى ، فحج آدم موسى " هكذا ثلاثاً .
قال سفيان : حدثنا أبو الزناد ، عن الأعرج ، عن أبي هريرة ، عن النبي صلى الله عليه وسلم مثله .
وقد رواه الجماعة إلا ابن ماجه عن عشر طرق ، عن سفيان بن عيينة ، عن عمرو
بن دينار ، عن عبد الله بن طاووس . عن أبيه عن أبي هريرة ، عن النبي صلى
الله عليه وسلم بنحوه .
وقال أحمد : حدثنا عبد الرحمن ، حدثنا حماد ، عن عمار ، عن أبي هريرة عن
النبي صلى الله عليه وسلم قال : " لقي آدم موسى ، فقال : أنت آدم الذي
خلقك الله بيده ، وأسجد لك ملائكته ، وأسكنك الجنة ، ثم فعلت ما فعلت ؟
فقال : أنت موسى الذي كلمك الله واصطفاك برسالته ، وأنزل عليك التوراة ، أنا أقدم أم الذكر ؟ قال : لا ، بل الذكر . فحج آدم موسى " .
قال أحمد : حدثنا عفان ، حدثنا حماد ، عن عمار بن أبي عمار ، عن أبي هريرة
، عن النبي صلى الله عليه وسلم ، وحميد عن الحسن عن رجل - قال حماد : أظنه
جندب بن عبد الله البجلي - عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " لقي آدم
موسى " فذكر معناه ، وتفرد به أحمد من هذا الوجه .
وقال أحمد : حدثنا حسين ، حدثنا جرير - هو ابن حازم - عن محمد - هو ابن
سيرين - عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لقي آدم
موسى فقال : أنت آدم الذي خلقك الله بيده وأسكنك جنته ، وأسجد لك ملائكته
، ثم صنعت ما صنعت ؟
قال آدم لموسى : أنت الذي كلمه الله ، وأنزل عليه التوراة ؟ قال : نعم ، قال : فهل تجده مكتوباً علي قبل أن أخلق ؟ قال : نعم .
قال : فحج آدم موسى ، فحج آدم موسى " .
وكذا رواه حماد بن زيد ، عن أيوب ، وهشام عن محمد بن سيرين ، عن أبي هريرة
رفعه . وكذا رواه علي بن عاصم ، عن خالد ، وهشام ، عن محمد بن سيرين ،
وهذا علي شرطهما من هذه الوجوه .
وقال ابن أبي حاتم : حدثنا يونس بن عبد الأعلي ، أنبأنا ابن وهب ، أخبرني
أنس بن عياض ، عن الحارث بن أبي دياب ، عن يزيد بن هرمز ، سمعت أبا هريرة
يقول : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " احتج آدم وموسى عند ربهما
فحج آدم موسى ، قال موسى : أنت الذي خلقك الله بيده ، ونفخ فيك من روحه
وأسجد لك ملائكته ، وأسكنك جنته ، ثم أهبطت الناس إلى الأرض بخطيئتك ؟
قال آدم : أنت موسى الذي اصطفاك الله برسالته وكلامه ، وأعطاك الألواح
فيها تبيان كل شيء ، وقربك نجياً ؟ فبكم وجدت الله كتب التوراة ؟ قال موسى
: بأربعين عاماً ، قال آدم : فهل وجدت فيها " وعصى آدم ربه فغوى " ؟ قال :
نعم قال : أفتلومني على أن عملت عملاً كتب الله علي أن أعمله قبل أن
يخلقني بأربعين سنة ؟
قال : قال رسول لله صلى الله عليه وسلم : فحج آدم موسى " .
قال الحارث : وحدثني عبد الرحمن بن هرمز بذلك ، عن أبي هريرة ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم .
وقد رواه مسلم ، عن إسحاق بن موسى الأنصاري ، عن أنس بن عياض ، عن الحارث
بن عبد الرحمن بن أبي رباب ، عن يزيد بن هرمز والأعرج ، عن أبي هريرة عن
النبي صلى الله عليه وسلم بنحوه .
وقال أحمد : حدثنا عبد الرزاق ، أنبأنا معمر ، عن الزهري ، عن أبي سلمة ،
عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "احتج آدم وموسى ،
فقال موسى لآدم : يا آدم . . أنت الذي أدخلت ذريتك النار .
فقال آدم : يا موسى . . اصطفاك الله برسالته وبكلامه ، وأنزل عليك التوراة فهل وجدت أن أهبط ؟ قال : نعم ، قال : فحجه آدم " .
وهذا على شرطهما ولم يخرجاه من هذا الوجه ، وفي قوله : ( أدخلت ذريتك النار ) نكارة .
فهذه طرق الحديث عن أبي هريرة ، رواه عنه حميد وعبد الرحمن ، وذكوان أبو
صالح السمان ، وطاووس بن كيسان ، وعبد الرحمن بن هرمز الأعرج ، وعمار بن
أبي عمار ، ومحمد بن سيرين ، وهمام بن منبه ، ويزيد بن هرمز ، وأبو سلمة
بن عبد الرحمن .
* * *
وقد رواه الحافظ أبو يعى الموصلي في مسنده من حديث أمير المؤمنين عمر بن
الخطاب رضي الله عنه فقال : حدثنا الحارث بن مسكين المصري ، حدثنا عبد
الله بن وهب ، أخبرني هشام بن سعد ، عن زيد بن أسلم ، عن أبيه عن عمر بن
الخطاب ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : "قال موسى عليه السلام : يارب
: . . أرنا آدم الذي أخرجنا ونفسه من الجنة . فأراه آدم عليه السلام ،
فقال : أنت آدم ؟ فقال له آدم : نعم . فقال : أنت الذي نفخ الله فيك من
روحه ، وأسجد لك ملائكته ، وعلمك الأسماء كلها ؟ قال : نعم . قال : فما
حملك على أن أخرجتنا ونفسك من الجنة ؟
فقال له آدم : من أنت ؟ قال : أنا موسى . قال : أنت موسى نبي بني إسرائيل
؟ أنت الذي كلمك الله من وراء الحجاب ، فلم يجعل بينك وبينه رسولاً من
خلقه ؟ قال : نعم . قال : تلومني على أمر قد سبق من الله عز وجل القضاء به
قبل ؟ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فحج آدم موسى " .
ورواه أبو داود عن أحمد بن صالح المصري ، عن ابن وهب به .
قال أبو يعلي : حدثنا محمد بن المثنى ، حدثنا عبد الملك بن الصباح المسمعي
، حدثنا عمران ، عن الرديني ، عن أبي مجلز عن يحيى بن يعمر ، عن ابن عمر
عن عمر - قال أبو محمد أكبر ظني أنه رفعه - قال : " لقي آدم موسى فقال
موسى لآدم : أنت أبو البشر ، أسكنك الله جنته ، وأسجد لك ملائكته . قال
آدم : يا موسى : أما تجده علي مكتوباً ؟ قال : فحج آدم موسى ، فحج آدم
موسى " .
وهذا الإسناد أيضاً لا بأس به . . والله أعلم .
وقد تقدم رواية الفضل بن موسى لهذا الحديث عن الأعمش ، عن أبي صالح عن أبي
سعيد ، ورواية الإمام أحمد له عن عفان ، عن حماد بن سلمة عن حميد ، عن
الحسن عن رجل . قال حماد . أظنه جندب بن عبد الله البجلي ، عن النبي صلى
الله عليه وسلم : " لقي آدم موسى " فذكر معناه .
* * *
وقد اختلفت مسالك الناس في هذا الحديث :
فرده قوم من القدرية لما تضمن من إثبات القدر السابق .
واحتج به قوم من الجبرية ، وهو ظاهر لهم بادي الرأي حيث قال : " فحج آدم موسى " لما احتج عليه بتقديم كتابه ، وسيأتي الجواب عن هذا .
قال آخرون : إنما حجه لأنه لامه على ذنب قد تاب منه ، والتائب من الذنب كمن لا ذنب له .
وقيل : إنما حجه لأنه أكبر منه وأقدم . وقيل : لأنه أبوه . وقيل : لأنهما
في شريعتين متغايرتين . وقيل : لأنهما في دار البرزخ وقد انقطع التكليف
فيما يزعمون
يحيى بن أبي كثير ، عن أبي سلمة عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم
قال : " حاج موسى آدم عليهما السلام فقال له : أنت الذي أخرجت الناس بذنبك
من الجنة وأشقيتهم .
قال آدم : يا موسى . . أنت الذي اصطفاك الله برسالاته وبكلامه ، أتلومني على أمر قد كتبه الله علي قبل أن يخلقني " .
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " فحج آدم موسى " .
وقد رواه مسلم بن عمرو الناقد ، و النسائي عن محمد بن عبد الله بن يزيد ،
عن أيوب بن النجار به قال أبو مسعود الدمشقي : ولم يخرجا عنه في الصحيحين
سواه .
وقد رواه أحمد ، عن عبد الرزاق عن معمر ، عن همام ، عن أبي هريرة ، ورواه مسلم عن محمد بن رافع ، عن عبد الرزاق به .
وقال الإمام أحمد : حدثنا أبو كامل ، حدثنا إبراهيم ، حدثنا أبو شهاب عن
حميد بن عبد الرحمن ، عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم : " احتج آدم وموسى ، فقال له موسى : أنت آدم أخرجتك خطيئتك من الجنة
؟
فقال له آدم : وأنت موسى الذي اصطفاك الله برسالاته وبكلامه ، تلومني على أمر قدر علي قبل أن أخلق ؟ " .
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " فحج آدم موسى " مرتين .
قلت : وقد روى هذا الحديث البخاري و مسلم من حديث الزهري ، عن حميد بن عبد
الرحمن ، عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم بنحوه .
وقال الإمام أحمد : حدثنا معاوية بن عمرو ، حدثنا زائدة ، عن الأعمش ، عن
أبي صالح ، عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " احتج آدم
وموسى ، فقال موسى : يا آدم . . أنت الذي خلقك الله بيده ، ونفخ فيك من
روحه ، أغويت الناس وأخرجتهم من الجنة " .
قال : " فقال : آدم : وأنت موسى الذي اصطفاك الله بكلامه تلومني على عمل
أعمله ، كتبه الله علي قبل أن يخلق السموات والأرض ؟ قال : فحج آدم موسى "
.
وقد رواه الترمذي و النسائي جميعاً عن يحيى بن حبيب بن عدي ، عن معمر بن سليمان ، عن أبيه ، عن الأعمش به .
قال الترمذي : وهو غريب من حديث سليمان التيمي عن الأعمش .
قال : وقد رواه بعضهم عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي سعيد .
قلت : هكذا رواه الحافظ أبو بكر البزار في مسنده ، عن محمد بن مثنى ، عن
معاذ بن أسد ، عن الفضل بن موسى ، عن الأعمش ، عن أبي صالح ، عن أبي سعيد .
ورواه البزار أيضاً : حدثنا عمرو بن علي الفلاس ، حدثنا أبو معاوية ، عن
الأعمش ، عن أبي صالح ، عن أبي هريرة ، أو أبي سعيد عن النبي صلى الله
عليه وسلم فذكر نحوه .
وقال أحمد : حدثنا سفيان ، عن عمرو سمع طاووساً ، سمع أبا هريرة يقول :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " احتج آدم وموسى ، فقال موسى : يا
آدم أنت أبونا خيبتنا وأخرجتنا من الجنة .
قال له آدم : يا موسى . . أنت الذي اصطفاك الله بكلامه - وقال مرة :
برسالته - وخط لك بيده ، أتلومني على أمره قدره الله علي قبل أن يخلقني
بأربعين سنة ؟ " .
قال : " حج آدم موسى ، حج آدم موسى ، حج آدم موسى " .
وهكذا رواه البخاري عن علي بن المديني ، عن سفيان ، قال : حفظناه من عمرو
عن طاووس ، قال : سمعت أبا هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : "
احتج آدم وموسى ، فقال موسى يا آدم . . أنت أبونا خيبتنا وأخرجتنا من
الجنة .
فقال له آدم : يا موسى . . اصطفاك الله بكلامه وخط لك بيده ، أتلومني على أمر قدره الله علي قبل أن يخلقني بأربعين سنة ؟
فحج آدم موسى ، فحج آدم موسى ، فحج آدم موسى " هكذا ثلاثاً .
قال سفيان : حدثنا أبو الزناد ، عن الأعرج ، عن أبي هريرة ، عن النبي صلى الله عليه وسلم مثله .
وقد رواه الجماعة إلا ابن ماجه عن عشر طرق ، عن سفيان بن عيينة ، عن عمرو
بن دينار ، عن عبد الله بن طاووس . عن أبيه عن أبي هريرة ، عن النبي صلى
الله عليه وسلم بنحوه .
وقال أحمد : حدثنا عبد الرحمن ، حدثنا حماد ، عن عمار ، عن أبي هريرة عن
النبي صلى الله عليه وسلم قال : " لقي آدم موسى ، فقال : أنت آدم الذي
خلقك الله بيده ، وأسجد لك ملائكته ، وأسكنك الجنة ، ثم فعلت ما فعلت ؟
فقال : أنت موسى الذي كلمك الله واصطفاك برسالته ، وأنزل عليك التوراة ، أنا أقدم أم الذكر ؟ قال : لا ، بل الذكر . فحج آدم موسى " .
قال أحمد : حدثنا عفان ، حدثنا حماد ، عن عمار بن أبي عمار ، عن أبي هريرة
، عن النبي صلى الله عليه وسلم ، وحميد عن الحسن عن رجل - قال حماد : أظنه
جندب بن عبد الله البجلي - عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " لقي آدم
موسى " فذكر معناه ، وتفرد به أحمد من هذا الوجه .
وقال أحمد : حدثنا حسين ، حدثنا جرير - هو ابن حازم - عن محمد - هو ابن
سيرين - عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لقي آدم
موسى فقال : أنت آدم الذي خلقك الله بيده وأسكنك جنته ، وأسجد لك ملائكته
، ثم صنعت ما صنعت ؟
قال آدم لموسى : أنت الذي كلمه الله ، وأنزل عليه التوراة ؟ قال : نعم ، قال : فهل تجده مكتوباً علي قبل أن أخلق ؟ قال : نعم .
قال : فحج آدم موسى ، فحج آدم موسى " .
وكذا رواه حماد بن زيد ، عن أيوب ، وهشام عن محمد بن سيرين ، عن أبي هريرة
رفعه . وكذا رواه علي بن عاصم ، عن خالد ، وهشام ، عن محمد بن سيرين ،
وهذا علي شرطهما من هذه الوجوه .
وقال ابن أبي حاتم : حدثنا يونس بن عبد الأعلي ، أنبأنا ابن وهب ، أخبرني
أنس بن عياض ، عن الحارث بن أبي دياب ، عن يزيد بن هرمز ، سمعت أبا هريرة
يقول : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " احتج آدم وموسى عند ربهما
فحج آدم موسى ، قال موسى : أنت الذي خلقك الله بيده ، ونفخ فيك من روحه
وأسجد لك ملائكته ، وأسكنك جنته ، ثم أهبطت الناس إلى الأرض بخطيئتك ؟
قال آدم : أنت موسى الذي اصطفاك الله برسالته وكلامه ، وأعطاك الألواح
فيها تبيان كل شيء ، وقربك نجياً ؟ فبكم وجدت الله كتب التوراة ؟ قال موسى
: بأربعين عاماً ، قال آدم : فهل وجدت فيها " وعصى آدم ربه فغوى " ؟ قال :
نعم قال : أفتلومني على أن عملت عملاً كتب الله علي أن أعمله قبل أن
يخلقني بأربعين سنة ؟
قال : قال رسول لله صلى الله عليه وسلم : فحج آدم موسى " .
قال الحارث : وحدثني عبد الرحمن بن هرمز بذلك ، عن أبي هريرة ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم .
وقد رواه مسلم ، عن إسحاق بن موسى الأنصاري ، عن أنس بن عياض ، عن الحارث
بن عبد الرحمن بن أبي رباب ، عن يزيد بن هرمز والأعرج ، عن أبي هريرة عن
النبي صلى الله عليه وسلم بنحوه .
وقال أحمد : حدثنا عبد الرزاق ، أنبأنا معمر ، عن الزهري ، عن أبي سلمة ،
عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "احتج آدم وموسى ،
فقال موسى لآدم : يا آدم . . أنت الذي أدخلت ذريتك النار .
فقال آدم : يا موسى . . اصطفاك الله برسالته وبكلامه ، وأنزل عليك التوراة فهل وجدت أن أهبط ؟ قال : نعم ، قال : فحجه آدم " .
وهذا على شرطهما ولم يخرجاه من هذا الوجه ، وفي قوله : ( أدخلت ذريتك النار ) نكارة .
فهذه طرق الحديث عن أبي هريرة ، رواه عنه حميد وعبد الرحمن ، وذكوان أبو
صالح السمان ، وطاووس بن كيسان ، وعبد الرحمن بن هرمز الأعرج ، وعمار بن
أبي عمار ، ومحمد بن سيرين ، وهمام بن منبه ، ويزيد بن هرمز ، وأبو سلمة
بن عبد الرحمن .
* * *
وقد رواه الحافظ أبو يعى الموصلي في مسنده من حديث أمير المؤمنين عمر بن
الخطاب رضي الله عنه فقال : حدثنا الحارث بن مسكين المصري ، حدثنا عبد
الله بن وهب ، أخبرني هشام بن سعد ، عن زيد بن أسلم ، عن أبيه عن عمر بن
الخطاب ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : "قال موسى عليه السلام : يارب
: . . أرنا آدم الذي أخرجنا ونفسه من الجنة . فأراه آدم عليه السلام ،
فقال : أنت آدم ؟ فقال له آدم : نعم . فقال : أنت الذي نفخ الله فيك من
روحه ، وأسجد لك ملائكته ، وعلمك الأسماء كلها ؟ قال : نعم . قال : فما
حملك على أن أخرجتنا ونفسك من الجنة ؟
فقال له آدم : من أنت ؟ قال : أنا موسى . قال : أنت موسى نبي بني إسرائيل
؟ أنت الذي كلمك الله من وراء الحجاب ، فلم يجعل بينك وبينه رسولاً من
خلقه ؟ قال : نعم . قال : تلومني على أمر قد سبق من الله عز وجل القضاء به
قبل ؟ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فحج آدم موسى " .
ورواه أبو داود عن أحمد بن صالح المصري ، عن ابن وهب به .
قال أبو يعلي : حدثنا محمد بن المثنى ، حدثنا عبد الملك بن الصباح المسمعي
، حدثنا عمران ، عن الرديني ، عن أبي مجلز عن يحيى بن يعمر ، عن ابن عمر
عن عمر - قال أبو محمد أكبر ظني أنه رفعه - قال : " لقي آدم موسى فقال
موسى لآدم : أنت أبو البشر ، أسكنك الله جنته ، وأسجد لك ملائكته . قال
آدم : يا موسى : أما تجده علي مكتوباً ؟ قال : فحج آدم موسى ، فحج آدم
موسى " .
وهذا الإسناد أيضاً لا بأس به . . والله أعلم .
وقد تقدم رواية الفضل بن موسى لهذا الحديث عن الأعمش ، عن أبي صالح عن أبي
سعيد ، ورواية الإمام أحمد له عن عفان ، عن حماد بن سلمة عن حميد ، عن
الحسن عن رجل . قال حماد . أظنه جندب بن عبد الله البجلي ، عن النبي صلى
الله عليه وسلم : " لقي آدم موسى " فذكر معناه .
* * *
وقد اختلفت مسالك الناس في هذا الحديث :
فرده قوم من القدرية لما تضمن من إثبات القدر السابق .
واحتج به قوم من الجبرية ، وهو ظاهر لهم بادي الرأي حيث قال : " فحج آدم موسى " لما احتج عليه بتقديم كتابه ، وسيأتي الجواب عن هذا .
قال آخرون : إنما حجه لأنه لامه على ذنب قد تاب منه ، والتائب من الذنب كمن لا ذنب له .
وقيل : إنما حجه لأنه أكبر منه وأقدم . وقيل : لأنه أبوه . وقيل : لأنهما
في شريعتين متغايرتين . وقيل : لأنهما في دار البرزخ وقد انقطع التكليف
فيما يزعمون
- youyou17
عدد الرسائل : 2077
العمر : 33
تاريخ التسجيل : 12/05/2009
رد: احتجاج آدم وموسى عليهما السلام
الإثنين 24 أغسطس 2009, 18:03
والتحقيق : أن هذا الحديث روى بألفاظ كثيرة بعضها مروى بالمعنى وفيه نظر .
ومدار معظمها في الصحيحين وغيرهما على أنه لامه على إخراجه نفسه وذريته من
الجنة ، فقال له آدم : أنا لم أخرجكم ، وإنما أخرجكم الذي رتب الإخراج علي
أكلي من الشجرة ، والذي رتب ذلك وقدره وكتبه قبل أن أخلق ، هو الله عز وجل
، فأنت تلومني على أمر ليس له نسبة إلى أكثر من أني نهيت عن الأكل من
الشجرة فأكلت منها ، وكون الإخراج مترتباً على ذلك ليس من فعلي ، فأنا لم
أخرجكم ولا نفسي من الجنة ، وإنما كان هذا من قدر الله وصنعه ، وله الحكمة
في ذلك . فلهذا حج آدم موسى .
ومن كذب بهذا الحديث فمعاند ، لأنه متواتر عن أبي هريرة رضي الله عنه ، وناهيك به عدالة وحفظاً وإتقاناً .
ثم هو مروى عن غيره من الصحابة كما ذكرنا .
ومن تأويله بتلك التأويلات المذكورة آنفاً ، هو بعيد من اللفظ والمعنى ، وما فيها من هو أقوى مسلكاً من الجبرية .
وفيما قالوه نظر من وجوه :
أحدها : أن موسى عليه السلام لا يلوم على أمر قد تاب عنه فاعله .
الثاني : أنه قد قتل نفساً لم يؤمر بقتلها ، وقد سأل الله في ذلك بقوله : " رب إني ظلمت نفسي فاغفر لي فغفر له " .
الثالث : أنه لو كان الجواب عن اللوم على الذنب بالقدر المتقدم كتابته على
العبد ، لا نفتح هذا لكل من ليم على أمر قد فعله ، فيحتج بالقدر السابق
فينسد باب القصاص والحدود . ولو كان القدر حجة لاحتج به كل أحد على الأمر
الذي ارتكبه في الأمور الكبار والصغار ، وهذا يفضي إلى لوزام فظيعة .
فلهذا قال من قال من العلماء : بأن جواب آدم إنما كان إحتجاجاً بالقدر على
المصيبة لا المعصية .
والله تعالى أعلم .
ذكر الأحاديث الواردة في خلق آدم عليه السلام
قال الإمام أحمد : حدثنا يحيى ومحمد بن جعفر ، حدثنا عوف ، حدثني قسامة بن
زهير ، عن أبي موسى ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " إن الله خلق
آدم من قبضة قبضها من جميع الأرض ، فجاء بنو آدم على قدر الأرض ، فجاء
منهم الأبيض والأحمر والأسود وبين ذلك ، والخبيث والطيب ، والسهل والحزن
وبين ذلك " .
ورواه أيضاً عن هوذة ، عن عوف ، عن قسامة بن زهير ، سمعت الأشعري قال :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إن الله خلق آدم من قبضة قبضها من
جميع الأرض ، فجاء بنو آدم على قدر الأرض ، فجاء منهم الأبيض والأحمر
والأسود وبين ذلك ، والسهل والحزن وبين ذلك ، والخبيث والطيب وبين ذلك " .
وكذا وراه أبو داود و الترمذي و ابن حبان في صحيحه ، من حديث عوف بن أبي
جميلة الأعرابي ، عن قسامة بن زهير المازني البصري ، عن أبي موسى عبد الله
بن قيس الأشعري ، عن النبي صلى الله عليه وسلم بنحوه . قال الترمذي : حسن
صحيح .
وقد ذكر السدي ، عن أبي مالك وأبي صالح ، عن ابن عباس ، وعن مرة ، عن ابن
مسعود ، وعن ناس من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قالوا : فبعث الله
عز وجل جبريل في الأرض ليأتيه بطين منها ، فقالت الأرض : أعوذ بالله منك
أن تنقص مني أو تشينني ، فرجع ولم يأخذ ، وقال : رب . . إنها عاذت بك
فأعذتها .
فبعث ميكائيل فعاذت منه فأعاذها ، فرجع فقال كما قال جبريل . فبعث ملك
الموت فعاذت منه ، فقال : وأنا أعوذ بالله أن أرجع ولم أنفذ أمره ، فأخذ
من وجه الأرض وخلط ، ولم يأخذ من مكان واحد ، وأخذ من تربة بيضاء وحمراء ،
فلذلك خرج بنو آدم مختلفين .
فصعد به فبل التراب حتى عاد طيناً لازباً . واللازب : هو الذي يلزق بعضه
ببعض ، ثم قال للملائكة : " إني خالق بشرا من طين * فإذا سويته ونفخت فيه
من روحي فقعوا له ساجدين " .
فخلقه الله بيده لئلا يتكبر إبليس عنه ، فخلقه بشراً ، فكان جسداً من طين
أربعين سنة من مقدار يوم الجمعة ، فمرت الملائكة ففزعوا منه لما روأه ،
وكان أشدهم فزعاً إبليس ، فكان يرم به فيضربه فيصوت الجسد كما يصوت الفخار
يكون له صلصة ، فلذلك حين يقول : " من صلصال كالفخار " ويقول : لأمر ما
خلقت ، ودخل من فيه وخرج من دبره وقال للملائكة : لا ترهبوا من هذا فإن
ربكم صمد وهذا أجوب ، لئن سلطت عليه لأهلكنه .
فلما بلغ الحين الذين يريد الله عز وجل أن ينفخ فيه الروح ، قال للملائكة
: إذا نفخت فيه من روحي فاسجدوا له ، فلما نفخ فيه الروح فدخل الروح من
رأس عطس ، فقالت الملائكة : قل الحمد لله ، فقال : الحمد لله ، فقال له
الله : رحمك ربك ، فلما دخلت الروح في عينه نظر إلى ثمار الجنة ، فلما
دخلت الروح في جوفه اشتهى الطعام ، فوثب قبل أن تبلغ الروح إلى رجليه
عجلان إلى ثمار الجنة . وذلك حين يقول الله تعالى : " خلق الإنسان من عجل
" " فسجد الملائكة كلهم أجمعون * إلا إبليس أبى أن يكون مع الساجدين "
وذكر تمام القصة .
ولبعض هذا السباق شاهد من الأحاديث ، وإن كان كثير منه متلقى من الإسرائيليات .
فقال الإمام أحمد : حدثنا عبد الصمد ، حدثنا حماد ، عن ثابت ، عن أنس أن
النبي صلى الله عليه وسلم قال : " لما خلق الله آدم تركه ما شاء أن يدعه ،
فجعل إبليس يطيف به ، فلما رآه أجوف عرف أنه خلق لا يتمالك " .
وقال ابن حبان في صحيحه : حدثنا الحسن بن سفيان ، حدثنا هدبة بن خالد ،
حدثنا حماد بن سلمة ، عن ثابت ، عن أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله
عليه وسلم قال : " لما نفخ في آدم فبلغ الروح رأسه عطس ، فقال : الحمد لله
رب العالمين ، فقال له تبارك وتعالى : يرحمك الله" .
وقال الحافظ أبو بكر البزار : حدثنا يحيى بن محمد بن السكن ، حدثنا حبان
بن هلال ، حدثنا مبارك بن فضالة ، عن عبيد الله ، عن حبيب ، عن حفص - وهو
ابن عاصم بن عبيد الله بن عمر بن الخطاب - عن أبي هريرة رفعه قال : " لما
خلق الله آدم عطس ، فقال : الحمد لله ، فقال له ربه : رحمك بك يا آدم " .
وهذا الإسناد لا بأس به ولم يخرجوه .
وقال عمر بن عبد العزيز : لما أمرت الملائكة بالسجود كان أول من سجد منهم
إسرافيل ، فآتاه الله أن كتب القرآن في جبهته . رواه ابن عساكر .
وقال الحافظ أبو يعلي : حدثنا عقبة بن مكرم ، حدثنا عمرو بن محمد ، عن
إسماعيل بن رافع المقبري ، عن أبي هريرة ، أن رسول الله صلى الله عليه
وسلم قال : " إن الله خلق آدم من تراب ، ثم جعله طيناً ثم تركه ، حتى إذا
كان حمأً مسنوناً خلقه الله وصوره ، ثم تركه حتى إذا كان صلصالاً كالفخار
قال : فكان إبليس يمر به فيقول : لقد خلقت لأمر عظيم .
ثم نفخ الله فيه من روحه فكان أول ما جرى فيه الروح بصره وخياشيمه ، فعطس
فلقاه الله رحمة به ، فقال الله : يرحمك ربك ، ثم قال الله : يا آدم . .
اذهب إلى هؤلاء النفر فقل لهم ، فانظر ماذا يقولون ؟ فجاء فسلم عليهم
فقالوا : وعليك السلام ورحمة الله وبركاته . فقال : يا آدم . . هذه تحيتك
وتحية ذريتك . قال : يا رب . . وما ذريتي ؟ قال : اختر يدي يا آدم ، قال :
أختار يمين ربي وكلتا يدي ربي يمين ، فبسط كفه فإذا من هو كائن من ذريته
في كف الرحمن ، فإذا رجال منهم أفواهم النور ، وإذا رجل يعجب آدم نوره ،
قال : يا رب . . من هذا ؟ قال : ابنك داود ، قال : يا رب . . فكم جعلت له
من العمر ؟ قال : جعلت له ستين ، قال : يا رب . . فأتم له من عمري حتى
يكون عمره مائة سنة ، ففعل الله ذلك . وأشهد على ذلك .
فلما تقدم عمر آدم بعث الله ملك الموت ، فقال آدم : أولم يبق من عمري
أربعون سنة ؟ قال له الملك : أو لم تعطها ابنك داود ؟ فجحد ذلك ، فجحدت
ذريته ، ونسى فنسيت ذريته " .
وقد رواه الحافظ أبو بكر البزار و الترمذي و النسائي في ( اليوم والليلة )
من حديث صفوان ابن عيسى ، عن الحارث بن عبد الرحمن بن أبي ذياب ، عن سعيد
المقبري ، عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم . قال الترمذي : حديث
حسن غريب من هذا الوجه وقال النسائي : هذا حديث منكر . وقد رواه محمد بن
عجلان ، عن أبيه عن أبي سعيد المقبري ، عن عبد الله بن سلام قوله .
وقوله الترمذي : حدثنا عبد بن حميد ، حدثنا أبو نعيم ، حدثنا هشام بن سعد
، عن زيد ابن أسلم ، عن أبي صالح عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى
الله عليه وسلم : " لما خلق الله آدم مسح ظهره ، فسقط من ظهره كل نسمة هو
خالقها من ذريته إلى يوم القيامة ، وجعل بين عيني كل إنسان منهم وبيصاً من
نور ، ثم عرضهم على آدم فقال : أي رب . . من هؤلاء ؟ قال : هؤلاء ذريتك ،
فرأى رجلاً فأعجبه وبيص ما بين عينيه ، فقال : أي رب . . من هذا : قال :
هذا رجل من آخر الأمم من ذريتك يقال له داود ، قال : رب . . وكم جعلت عمره
؟ قال : ستين سنة ، قال : أي رب . . زده من عمري أربعين سنة .
فلا انقضى عمر آدم جاء ملك الموت ، قال : أو لم يبق من عمري أربعون سنة ؟
قال : أو لم تعطها ابنك داود ؟ قال : فجحد فجحدت ذريته ، ونسى آدم فنسيت
ذريته ، وخطىء آدم فخطئت ذريته " .
ثم قال الترمذي : ححسن صحيح ، وقد روي من غير وجه عن أبي هريرة عن النبي
صلى الله عليه وسلم ورواه الحاكم في مستدركه من حديث أبي نعيم الفضل بن
دكين ، وقال : صحيح على شرط مسلم . ولم يخرجاه .
وروي عن أبي حاتم من حديث عبد الرحمن بن زيد بن أسلم عن أبيه ، عن عطاء بن
يسار ، عن أبي هريرة مرفوعاً فذكره وفيه : " ثم عرضهم على آدم فقال : يا
آدم . . هؤلاء ذريتك ، وإذا فيهم الأجذم والأبرص والأعمى وأنواع الأسقام ،
فقال آدم : يا رب . . لم فعلت هذا بذريتي ؟ قال : كي تشكر نعمتي " .
ثم ذكر قصة داود . وستأتي من رواية ابن عباس أيضاً .
وقال الإمام أحمد في مسنده : حدثنا الهيثم بن خارجه ، حدثنا أبو الربيع ،
عن يونس بن ميسرة ، عن أبي إدريس ، عن أبي الدرداء ، عن النبي صلى الله
عليه وسلم قال : " خلق الله آدم حين خلقه فضرب كتفه اليمنى ، فأخرج ذريته
بيضاء كأنهم الدر ، وضرب كتفه اليسرى فأخرج ذريته سوداء كأنهم الحمم فقال
للذي في يمينه : إلى الجنة ولا أبالي ، وقال للذي في كتفه اليسرى إلى
النار ولا أبالي " .
وقال ابن أبي الدنيا : حدثنا خلف بن هشام : حدثنا الحكم بن سنان ، عن حوشب
، عن الحسن قال : خلق الله آدم حين خلقه فأخرج أهل الجنة من صحفته اليمني
، وأخرج أهل النار من صفحته اليسرى ، فألقوا على وجه الأرض ، منهم الأعمى
والأصم والمبتلى . فقال آدم : يا رب .. ألا سويت بين ولدي ؟ قال : يا آدم
. . إني أردت أن أشكر .
وهكذا روي عبدالرزاق عن معمر ، عن قتادة عن الحسن بنحوه .
وقد رواه أبو حاتم وابن حبان في صحيحه فقال : حدثنا محمد بن إسحاق بن
خزيمة ، حدثنا محمد بن بشار ، حدثنا صفوان بن عيسى ، حدثنا الحارث بن
عبدالرحمن بن أبي ذباب . عن سعبد المقبري ، عن أبي هريرة قال : قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم : " لما خلق الله آدم ونفخ فيه الروح عطس ، فقال
: الحمد لله ، فحمد الله بإذن الله ، فقال له ربه : يرحمك ربك يا آدم ،
اذهب إلى أولئك الملائكة - إلى ملأ منهم جلوس - فسلم عليهم ، فقال :
السلام عليكم ، فقالوا : وعليكم السلام ورحمة الله . ثم رجع إلى ربه فقال
: هذه تحيتك وتحية بفعل بينهم .
وقال الله ويداه مقبوضتان : اختر أيهما شئت ، فقال : اخترت يمين ربي ،
وكلتا يدي ربي يمين مباركة . ثم بسطهما فإذا فيهما آدم وذريته ، فقال : أي
رب . . ما هؤلاء ؟ قال : هؤلاء ذريتك ، وإذا كل إنسان منهم مكتوب عمره بين
عينيه ، وإذا فيهم رجل أضوؤهم - أو من أضوئهم - لم يكتب له إلا أربعون سنة
، قال : يا رب . . من هذا ؟ قال : هذا ابنك داود . وقد كتب الله عمره
أربعين سنة . قال : أي رب . . زد في عمره ، فقال : ذاك الذي كتب له ، قال
: فإني قد جعلت له من عمري ستين سنة ، قال : أنت وذاك . اسكن الجنة .
فسكن الجنة ما شاء الله ثم هبط منها ، وكان آدم يعد لنفسه ، فأتاه ملك
الموت فقال له آدم : قد عجلت ، وقد كتب لي ألف سنة . قال : بلى ، ولكنك
جعلت لابنك داود منها ستين سنة ، فجحد آدم فجحدت ذريته ، ونسى فنسيت ذريته
، فيومئذ أمر بالكتاب والشهود " هذا لفظه .
ومدار معظمها في الصحيحين وغيرهما على أنه لامه على إخراجه نفسه وذريته من
الجنة ، فقال له آدم : أنا لم أخرجكم ، وإنما أخرجكم الذي رتب الإخراج علي
أكلي من الشجرة ، والذي رتب ذلك وقدره وكتبه قبل أن أخلق ، هو الله عز وجل
، فأنت تلومني على أمر ليس له نسبة إلى أكثر من أني نهيت عن الأكل من
الشجرة فأكلت منها ، وكون الإخراج مترتباً على ذلك ليس من فعلي ، فأنا لم
أخرجكم ولا نفسي من الجنة ، وإنما كان هذا من قدر الله وصنعه ، وله الحكمة
في ذلك . فلهذا حج آدم موسى .
ومن كذب بهذا الحديث فمعاند ، لأنه متواتر عن أبي هريرة رضي الله عنه ، وناهيك به عدالة وحفظاً وإتقاناً .
ثم هو مروى عن غيره من الصحابة كما ذكرنا .
ومن تأويله بتلك التأويلات المذكورة آنفاً ، هو بعيد من اللفظ والمعنى ، وما فيها من هو أقوى مسلكاً من الجبرية .
وفيما قالوه نظر من وجوه :
أحدها : أن موسى عليه السلام لا يلوم على أمر قد تاب عنه فاعله .
الثاني : أنه قد قتل نفساً لم يؤمر بقتلها ، وقد سأل الله في ذلك بقوله : " رب إني ظلمت نفسي فاغفر لي فغفر له " .
الثالث : أنه لو كان الجواب عن اللوم على الذنب بالقدر المتقدم كتابته على
العبد ، لا نفتح هذا لكل من ليم على أمر قد فعله ، فيحتج بالقدر السابق
فينسد باب القصاص والحدود . ولو كان القدر حجة لاحتج به كل أحد على الأمر
الذي ارتكبه في الأمور الكبار والصغار ، وهذا يفضي إلى لوزام فظيعة .
فلهذا قال من قال من العلماء : بأن جواب آدم إنما كان إحتجاجاً بالقدر على
المصيبة لا المعصية .
والله تعالى أعلم .
ذكر الأحاديث الواردة في خلق آدم عليه السلام
قال الإمام أحمد : حدثنا يحيى ومحمد بن جعفر ، حدثنا عوف ، حدثني قسامة بن
زهير ، عن أبي موسى ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " إن الله خلق
آدم من قبضة قبضها من جميع الأرض ، فجاء بنو آدم على قدر الأرض ، فجاء
منهم الأبيض والأحمر والأسود وبين ذلك ، والخبيث والطيب ، والسهل والحزن
وبين ذلك " .
ورواه أيضاً عن هوذة ، عن عوف ، عن قسامة بن زهير ، سمعت الأشعري قال :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إن الله خلق آدم من قبضة قبضها من
جميع الأرض ، فجاء بنو آدم على قدر الأرض ، فجاء منهم الأبيض والأحمر
والأسود وبين ذلك ، والسهل والحزن وبين ذلك ، والخبيث والطيب وبين ذلك " .
وكذا وراه أبو داود و الترمذي و ابن حبان في صحيحه ، من حديث عوف بن أبي
جميلة الأعرابي ، عن قسامة بن زهير المازني البصري ، عن أبي موسى عبد الله
بن قيس الأشعري ، عن النبي صلى الله عليه وسلم بنحوه . قال الترمذي : حسن
صحيح .
وقد ذكر السدي ، عن أبي مالك وأبي صالح ، عن ابن عباس ، وعن مرة ، عن ابن
مسعود ، وعن ناس من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قالوا : فبعث الله
عز وجل جبريل في الأرض ليأتيه بطين منها ، فقالت الأرض : أعوذ بالله منك
أن تنقص مني أو تشينني ، فرجع ولم يأخذ ، وقال : رب . . إنها عاذت بك
فأعذتها .
فبعث ميكائيل فعاذت منه فأعاذها ، فرجع فقال كما قال جبريل . فبعث ملك
الموت فعاذت منه ، فقال : وأنا أعوذ بالله أن أرجع ولم أنفذ أمره ، فأخذ
من وجه الأرض وخلط ، ولم يأخذ من مكان واحد ، وأخذ من تربة بيضاء وحمراء ،
فلذلك خرج بنو آدم مختلفين .
فصعد به فبل التراب حتى عاد طيناً لازباً . واللازب : هو الذي يلزق بعضه
ببعض ، ثم قال للملائكة : " إني خالق بشرا من طين * فإذا سويته ونفخت فيه
من روحي فقعوا له ساجدين " .
فخلقه الله بيده لئلا يتكبر إبليس عنه ، فخلقه بشراً ، فكان جسداً من طين
أربعين سنة من مقدار يوم الجمعة ، فمرت الملائكة ففزعوا منه لما روأه ،
وكان أشدهم فزعاً إبليس ، فكان يرم به فيضربه فيصوت الجسد كما يصوت الفخار
يكون له صلصة ، فلذلك حين يقول : " من صلصال كالفخار " ويقول : لأمر ما
خلقت ، ودخل من فيه وخرج من دبره وقال للملائكة : لا ترهبوا من هذا فإن
ربكم صمد وهذا أجوب ، لئن سلطت عليه لأهلكنه .
فلما بلغ الحين الذين يريد الله عز وجل أن ينفخ فيه الروح ، قال للملائكة
: إذا نفخت فيه من روحي فاسجدوا له ، فلما نفخ فيه الروح فدخل الروح من
رأس عطس ، فقالت الملائكة : قل الحمد لله ، فقال : الحمد لله ، فقال له
الله : رحمك ربك ، فلما دخلت الروح في عينه نظر إلى ثمار الجنة ، فلما
دخلت الروح في جوفه اشتهى الطعام ، فوثب قبل أن تبلغ الروح إلى رجليه
عجلان إلى ثمار الجنة . وذلك حين يقول الله تعالى : " خلق الإنسان من عجل
" " فسجد الملائكة كلهم أجمعون * إلا إبليس أبى أن يكون مع الساجدين "
وذكر تمام القصة .
ولبعض هذا السباق شاهد من الأحاديث ، وإن كان كثير منه متلقى من الإسرائيليات .
فقال الإمام أحمد : حدثنا عبد الصمد ، حدثنا حماد ، عن ثابت ، عن أنس أن
النبي صلى الله عليه وسلم قال : " لما خلق الله آدم تركه ما شاء أن يدعه ،
فجعل إبليس يطيف به ، فلما رآه أجوف عرف أنه خلق لا يتمالك " .
وقال ابن حبان في صحيحه : حدثنا الحسن بن سفيان ، حدثنا هدبة بن خالد ،
حدثنا حماد بن سلمة ، عن ثابت ، عن أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله
عليه وسلم قال : " لما نفخ في آدم فبلغ الروح رأسه عطس ، فقال : الحمد لله
رب العالمين ، فقال له تبارك وتعالى : يرحمك الله" .
وقال الحافظ أبو بكر البزار : حدثنا يحيى بن محمد بن السكن ، حدثنا حبان
بن هلال ، حدثنا مبارك بن فضالة ، عن عبيد الله ، عن حبيب ، عن حفص - وهو
ابن عاصم بن عبيد الله بن عمر بن الخطاب - عن أبي هريرة رفعه قال : " لما
خلق الله آدم عطس ، فقال : الحمد لله ، فقال له ربه : رحمك بك يا آدم " .
وهذا الإسناد لا بأس به ولم يخرجوه .
وقال عمر بن عبد العزيز : لما أمرت الملائكة بالسجود كان أول من سجد منهم
إسرافيل ، فآتاه الله أن كتب القرآن في جبهته . رواه ابن عساكر .
وقال الحافظ أبو يعلي : حدثنا عقبة بن مكرم ، حدثنا عمرو بن محمد ، عن
إسماعيل بن رافع المقبري ، عن أبي هريرة ، أن رسول الله صلى الله عليه
وسلم قال : " إن الله خلق آدم من تراب ، ثم جعله طيناً ثم تركه ، حتى إذا
كان حمأً مسنوناً خلقه الله وصوره ، ثم تركه حتى إذا كان صلصالاً كالفخار
قال : فكان إبليس يمر به فيقول : لقد خلقت لأمر عظيم .
ثم نفخ الله فيه من روحه فكان أول ما جرى فيه الروح بصره وخياشيمه ، فعطس
فلقاه الله رحمة به ، فقال الله : يرحمك ربك ، ثم قال الله : يا آدم . .
اذهب إلى هؤلاء النفر فقل لهم ، فانظر ماذا يقولون ؟ فجاء فسلم عليهم
فقالوا : وعليك السلام ورحمة الله وبركاته . فقال : يا آدم . . هذه تحيتك
وتحية ذريتك . قال : يا رب . . وما ذريتي ؟ قال : اختر يدي يا آدم ، قال :
أختار يمين ربي وكلتا يدي ربي يمين ، فبسط كفه فإذا من هو كائن من ذريته
في كف الرحمن ، فإذا رجال منهم أفواهم النور ، وإذا رجل يعجب آدم نوره ،
قال : يا رب . . من هذا ؟ قال : ابنك داود ، قال : يا رب . . فكم جعلت له
من العمر ؟ قال : جعلت له ستين ، قال : يا رب . . فأتم له من عمري حتى
يكون عمره مائة سنة ، ففعل الله ذلك . وأشهد على ذلك .
فلما تقدم عمر آدم بعث الله ملك الموت ، فقال آدم : أولم يبق من عمري
أربعون سنة ؟ قال له الملك : أو لم تعطها ابنك داود ؟ فجحد ذلك ، فجحدت
ذريته ، ونسى فنسيت ذريته " .
وقد رواه الحافظ أبو بكر البزار و الترمذي و النسائي في ( اليوم والليلة )
من حديث صفوان ابن عيسى ، عن الحارث بن عبد الرحمن بن أبي ذياب ، عن سعيد
المقبري ، عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم . قال الترمذي : حديث
حسن غريب من هذا الوجه وقال النسائي : هذا حديث منكر . وقد رواه محمد بن
عجلان ، عن أبيه عن أبي سعيد المقبري ، عن عبد الله بن سلام قوله .
وقوله الترمذي : حدثنا عبد بن حميد ، حدثنا أبو نعيم ، حدثنا هشام بن سعد
، عن زيد ابن أسلم ، عن أبي صالح عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى
الله عليه وسلم : " لما خلق الله آدم مسح ظهره ، فسقط من ظهره كل نسمة هو
خالقها من ذريته إلى يوم القيامة ، وجعل بين عيني كل إنسان منهم وبيصاً من
نور ، ثم عرضهم على آدم فقال : أي رب . . من هؤلاء ؟ قال : هؤلاء ذريتك ،
فرأى رجلاً فأعجبه وبيص ما بين عينيه ، فقال : أي رب . . من هذا : قال :
هذا رجل من آخر الأمم من ذريتك يقال له داود ، قال : رب . . وكم جعلت عمره
؟ قال : ستين سنة ، قال : أي رب . . زده من عمري أربعين سنة .
فلا انقضى عمر آدم جاء ملك الموت ، قال : أو لم يبق من عمري أربعون سنة ؟
قال : أو لم تعطها ابنك داود ؟ قال : فجحد فجحدت ذريته ، ونسى آدم فنسيت
ذريته ، وخطىء آدم فخطئت ذريته " .
ثم قال الترمذي : ححسن صحيح ، وقد روي من غير وجه عن أبي هريرة عن النبي
صلى الله عليه وسلم ورواه الحاكم في مستدركه من حديث أبي نعيم الفضل بن
دكين ، وقال : صحيح على شرط مسلم . ولم يخرجاه .
وروي عن أبي حاتم من حديث عبد الرحمن بن زيد بن أسلم عن أبيه ، عن عطاء بن
يسار ، عن أبي هريرة مرفوعاً فذكره وفيه : " ثم عرضهم على آدم فقال : يا
آدم . . هؤلاء ذريتك ، وإذا فيهم الأجذم والأبرص والأعمى وأنواع الأسقام ،
فقال آدم : يا رب . . لم فعلت هذا بذريتي ؟ قال : كي تشكر نعمتي " .
ثم ذكر قصة داود . وستأتي من رواية ابن عباس أيضاً .
وقال الإمام أحمد في مسنده : حدثنا الهيثم بن خارجه ، حدثنا أبو الربيع ،
عن يونس بن ميسرة ، عن أبي إدريس ، عن أبي الدرداء ، عن النبي صلى الله
عليه وسلم قال : " خلق الله آدم حين خلقه فضرب كتفه اليمنى ، فأخرج ذريته
بيضاء كأنهم الدر ، وضرب كتفه اليسرى فأخرج ذريته سوداء كأنهم الحمم فقال
للذي في يمينه : إلى الجنة ولا أبالي ، وقال للذي في كتفه اليسرى إلى
النار ولا أبالي " .
وقال ابن أبي الدنيا : حدثنا خلف بن هشام : حدثنا الحكم بن سنان ، عن حوشب
، عن الحسن قال : خلق الله آدم حين خلقه فأخرج أهل الجنة من صحفته اليمني
، وأخرج أهل النار من صفحته اليسرى ، فألقوا على وجه الأرض ، منهم الأعمى
والأصم والمبتلى . فقال آدم : يا رب .. ألا سويت بين ولدي ؟ قال : يا آدم
. . إني أردت أن أشكر .
وهكذا روي عبدالرزاق عن معمر ، عن قتادة عن الحسن بنحوه .
وقد رواه أبو حاتم وابن حبان في صحيحه فقال : حدثنا محمد بن إسحاق بن
خزيمة ، حدثنا محمد بن بشار ، حدثنا صفوان بن عيسى ، حدثنا الحارث بن
عبدالرحمن بن أبي ذباب . عن سعبد المقبري ، عن أبي هريرة قال : قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم : " لما خلق الله آدم ونفخ فيه الروح عطس ، فقال
: الحمد لله ، فحمد الله بإذن الله ، فقال له ربه : يرحمك ربك يا آدم ،
اذهب إلى أولئك الملائكة - إلى ملأ منهم جلوس - فسلم عليهم ، فقال :
السلام عليكم ، فقالوا : وعليكم السلام ورحمة الله . ثم رجع إلى ربه فقال
: هذه تحيتك وتحية بفعل بينهم .
وقال الله ويداه مقبوضتان : اختر أيهما شئت ، فقال : اخترت يمين ربي ،
وكلتا يدي ربي يمين مباركة . ثم بسطهما فإذا فيهما آدم وذريته ، فقال : أي
رب . . ما هؤلاء ؟ قال : هؤلاء ذريتك ، وإذا كل إنسان منهم مكتوب عمره بين
عينيه ، وإذا فيهم رجل أضوؤهم - أو من أضوئهم - لم يكتب له إلا أربعون سنة
، قال : يا رب . . من هذا ؟ قال : هذا ابنك داود . وقد كتب الله عمره
أربعين سنة . قال : أي رب . . زد في عمره ، فقال : ذاك الذي كتب له ، قال
: فإني قد جعلت له من عمري ستين سنة ، قال : أنت وذاك . اسكن الجنة .
فسكن الجنة ما شاء الله ثم هبط منها ، وكان آدم يعد لنفسه ، فأتاه ملك
الموت فقال له آدم : قد عجلت ، وقد كتب لي ألف سنة . قال : بلى ، ولكنك
جعلت لابنك داود منها ستين سنة ، فجحد آدم فجحدت ذريته ، ونسى فنسيت ذريته
، فيومئذ أمر بالكتاب والشهود " هذا لفظه .
- youyou17
عدد الرسائل : 2077
العمر : 33
تاريخ التسجيل : 12/05/2009
رد: احتجاج آدم وموسى عليهما السلام
الإثنين 24 أغسطس 2009, 18:04
وقد قال البخاري : حدثنا عبدالله بن محمد ، حدثنا
عبدالرزاق ، عن معمر ، عن همام بن منبه ، عن أبي هريرة ، عن النبي صلى
الله عليه وسلم قال : " خلق الله آدم وطوله ستون ذراعاً ، ثم قال : اذهب
فسلم على أولئك النفر من الملائكة فاستمع ما يجيبونك ، فإنها تحيتك وتحية
ذريتك ، فقال : السلام عليكم ، فقالوا : السلام عليك ورحمة الله فزاده
ورحمة الله . فكل من يدخل الجنة على صورة آدم ، فلم يزل الخلق ينقص حتى
الآن " .
وهكذا رواه البخاري في كتاب الاستئذان ، عن يحيى بن جعفر ، ومسلم ، عن محمد بن رافع ، كلاهما عن عبدالرزاق به .
وقال الإمام أحمد : حدثنا روح ، حدثنا حماد بن سلمة ، عن علي بن زيد ، عن
سعيد بن المسيب ، عن أبي هريرة ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : "
كان طول آدم ستين ذراعاً في سبع أذرع عرضاً " انفرد به أحمد .
وقال الإمام أحمد ، حدثنا عفان ، حدثنا حماد بن سلمة ، عن علي بن زيد ، عن
يوسف بن مهران ، عن ابن عباس قال : لما نزلت آية الدين قال رسول الله صلى
الله عليه وسلم : " إن أول من جحد آدم ، إن أول من جحد آدم ، إن أول من
جحد آدم . إن الله لما خلق آدم مسح ظهره ، فأخرج منه ما هو ذارىء إلى يوم
القيامة ، فجعل يعرض ذريته عليه ، فرآى فيهم رجلاً يزهر ، قال : أي رب . .
من هذا ؟ قال : هذا ابنك داود ، قال : أي رب . . كم عمره . قال ستون عاماً
، قال : أي رب . . زد في عمره . قال : لا ، إلا أن أزيده من عمرك ، وكان
عمر آدم ألف عام فزاده أربعين عاماً . فكتب الله عليه بذلك كتاباً وأشهد
عليه الملائكة .
فلما احتضر آدم أتته الملائكة لقبضه ، قال : إنه قد بقي من عمري أربعون
عاماً ، فقيل له : إنه قد وهبتها لابنك داود ، قال : ما فعلت ، وأبرز الله
عليه الكتاب وشهدت عليه الملائكة" .
وقال أحمد : حدثنا أسود بن عامر ، حدثنا حماد بن سلمة ، عن علي بن زيد ،
عن يوسف ابن مهران ، عن ابن عباس ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم : " إن من جحد آدم - قالها ثلاث مرات - كإن الله عز وجل لما خلقه مسح
ظهره فأخرج ذريته فعرضهم عليه ، فرأى فيهم رجلاً يزهر ، فقال : أي رب . .
زد في عمره . قال : لا ، إلا أن تزيده أنت من عمرك ، فزاده أربعين سنة من
عمره . فكتب الله عليه كتاباً وأشهد عليه الملائكة .
فلما أراد أن يقبض روحه قال : إنه بقي من أجلي أربعون سنة ، فقيل له : إنك
قد جعلتها لابنك داود . قال : فجحد ، قال : فأخرج الله الكتاب ، وأقام
عليه البينة ، فأتمها لداود مائة سنة ، وأتم لآدم عمره ألف سنة ". تفرد به
أحمد وعلي بن زيد في حديثه نكارة .
وروى الطبراني عن علي بن عبد العزيز ، عن حجاج بن منهال ، عن حماد بن سلمة
، عن علي بن زيد ، عن يوسف بن مهران ، عن ابن عباس وغير واحد . عن الحسن
قال : لما نزلت آية الدين قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إن أول من
جحد آدم - ثلاثاً - " وذكره .
وقال الإمام مالك بن أنس في موطئه عن زيد أبي أنيسة ، أن عبد الحميد بن
عبد الرحمن بن زيد بن الخطاب ، أخبره عن مسلم بن يسار الجهني أن عمر بن
الخطاب سئل عن هذه الآية : " وإذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتهم
وأشهدهم على أنفسهم ألست بربكم قالوا بلى " الآية ، فقال ابن الخطاب :
سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يسأل عنها فقال : " إن الله خلق آدم
عليه السلام ، ثم مسح ظهره بيمينه فاسخرج منه ذرتيه . قال : خلقت هؤلاء
للجنة وبعمل أهل الجنة يعملون . ثم مسح ظهره فاستخرج منه ذرية قال : خلقت
هؤلاء للنار ، وبعمل أهل النار يعملون " .
فقال رجل : يا رسول الله . . ففيم العمل ؟ قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم : " إذا خلق الله العبد للجنة استعمله بعمل أهل الجنة ، حتى يموت على
عمل من أعمال أهل الجنة فيدخل به الجنة . وإذا خلق الله العبد للنار ،
استعمله بعمل أهل النار حتى يموت على عمل أهل النار فيدخل به النار " .
وهكذا رواه الإمام أحمد ، و أبو داود ، و الترمذي ، و النسائي ، وابن جرير
، وابن أبي حاتم ، وأبو حاتم و ابن حبان في صحيحه من طرق ، عن الإمام مالك
به .
وقال الترمذي : هذا حديث حسن ، ومسلم بن يسار لم يسمع عمر ، وكذا قال أبو حاتم وأبو زرعة ، زاد أبو حاتم : وبينهما نعيم بن ربيعة .
وقدر رواه أبو داود عن محمد بن مصفى ، عن بقية ، عن عمر بن جثعم ، عن زيد
بن أبي أنيسة ، عن عبد الحميد بن عبد الرحمن بن زيد بن الخطاب ، عن مسلم
بن يسار ، عن نعيم بن ربيعة ، قال : كنت عند عمر بن الخطاب وقد سئل عن هذه
الآية فذكر الحديث .
قال الحافظ الدارقطني : وقد تابع عمر بن جعثم أبو فروة بن يزيد بن
سنان الرهاوي ، عن زيد بن أبي أنيسة قال : وقولهما أولي بالصواب من قول
مالك رحمه الله .
وهذه الأحاديث كلها دالة على استخراجه تعالى ذرية آدم من ظهره كالذر
وقسمتهم قسمين : أهل اليمين وأهل الشمال ، وقال : " هؤلاء للجنة ولا أبالي
، وهؤلاء للنار ولا أبالي " .
فأما الإشهاد عليهم واستنطاقهم بالإقرار بالواحدانية ، فلم يجيء في
الأحاديث الثابتة ، وتفسير الآية التي في سورة الأعراف وحملها على هذا فيه
نظر كما بيناه هناك وذكرنا الأحاديث والآثار مستقصاة بأسانيدها وألفاظ
متونها ، فمن أراد تحريره فليراجعه ثم . . والله أعلم .
* * *
فأما الحديث الذي رواه أحمد : حدثنا حسين بن محمد ، وحدثنا جرير - يعني
ابن حازم - عن كلثوم بن جبر ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس عن النبي صلى
الله عليه وسلم قال : " إن الله أخذ الميثاق من ظهر آدم عليه السلام
بنعمان يوم عرفة ، فأخرج من صلبه كل ذريته ذرأها فنثرها بين يديه ثم كلمهم
قبلاً قال : " ألست بربكم قالوا بلى شهدنا أن تقولوا يوم القيامة إنا كنا
عن هذا غافلين * أو تقولوا إنما أشرك آباؤنا من قبل وكنا ذرية من بعدهم
أفتهلكنا بما فعل المبطلون " ".
فهو بإسناد جيد قوي على شرط مسلم ، رواه النسائي وابن جرير و الحاكم في
مستدركه من حديث حسين بن محمد المروزي به . وقال الحاكم : صحيح الإسناد
ولم يخرجاه ، إلا أنه اختلف فيه على كلثوم بن جبر ، فروي عنه مرفوعاً
وموقوفاً ، وكذا روي عن سعيد بن جبير عن ابن عباس موقوفاً ، وهكذا رواه
العوفي والوالبي والضحاك وأبو حمزة . عن ابن عباس قوله ، وهذا أكثر وأثبت
. . والله أعلم .
وهكذا روي عن عبد الله بن عمر موقوفاً ومرفوعاً والموقوف أصح .
* * *
واستأنس القائلون بهذا القول - وهو أخذ الميثاق على الذرية وهم الجمهور -
بما قال الإمام أحمد : حدثنا حجاج ، حدثني شعبة ، عن أبي عمران الجوني ،
عن أنس بن مالك ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " يقال للرجل من أهل
النار يوم القيامة : لو كان لك ما على الأرض من شيء أكنت مقتدياً به ؟ قال
: فيقول : نعم . فيقول : قد أردت منك ما هو أهو من ذلك ، قد أخذت عليك في
ظهر آدم ألا تشرك بي شيئاً ، فأبيت إلا أن تشرك بي " . أخرجاه من حديث
شعبة به .
وقال أبو جعفر الرازي : عن الربيع بن أنس ، عن أبي العالية ، عن أبي بن
كعب ، في قوله تعالى : " وإذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتهم " الآية
والتي بعدها .
قال : فجمعهم له يؤمئذ جميعاً ما هو كائن منه إلى يوم القيامة ، فخلقهم ثم
صورهم ثم استنطقهم فتكلموا وأخذ عليهم العهد والميثاق وأشهد عليهم أنفسهم
: " ألست بربكم قالوا بلى " الآية .
قال : فإني أشهد عليكم السموات السبع والأرضين السبع ، وأشهد عليكم أباكم
آدم ، ألا تقولوا يوم القيامة : لم نعلم بهذا ، اسمعوا أنه لا إله غيري
ولا رب غيري ، ولا تشركوا بي شيئاً ، وإني سأرسل إليكم رسلاً ينذرونكم
عهدي وميثاقي ، وأنزل عليكم كتابي .
قالوا : نشهد أنك ربنا وإلهنا ، لا رب لنا غيرك ، ولا إله لنا غيرك . فأقروا يومئذ بالطاعة .
ورفع أباهم آدم فنظر إليهم ، فرأى فيهم الغني والفقير ، وحسن الصورة ودون
ذلك ، فقال : يا رب . . لو سويت بين عبادك ؟ فقال : إني أحببت أن أشكر .
ورأى فيهم الأنبياء مثل السرج عليهم النور ، وخصوا بميثاق آخر من الرسالة
والنبوة ، فهو الذي يقول الله تعالى : " وإذ أخذنا من النبيين ميثاقهم
ومنك ومن نوح وإبراهيم وموسى وعيسى ابن مريم وأخذنا منهم ميثاقا غليظا "
وهو الذي يقول : " فأقم وجهك للدين حنيفا فطرة الله التي فطر الناس عليها
لا تبديل لخلق الله " وفي ذلك قال : " هذا نذير من النذر الأولى " وفي ذلك
قال : " وما وجدنا لأكثرهم من عهد وإن وجدنا أكثرهم لفاسقين " .
رواه الأئمة : عبد الله بن أحمد وابن أبي حاتم وابن جرير و ابن مردويه ،
في تفاسيرهم من طريق أبي جعفر ، وروى عن مجاهد وعكرمة وسعيد بن جبير
والحسن البصري وقتادة والسدي ، وغير واحد من علماء السلف بسياقات توافق
هذه الأحاديث .
* * *
وتقدم أنه تعالى لما أمر الملائكة بالسجود لآدم ، امتثلوا كلهم الأمر
الإلهي ، وامتنع إبليس من السجود له حسداً وعداوة له ، فطرده الله وأبعده
وأخرجه من الحضرة الإلهية ونفاه عنها ، وأهبطه إلى الأرض طريداً ملعوناً
شيطاناً رجيماً .
عبدالرزاق ، عن معمر ، عن همام بن منبه ، عن أبي هريرة ، عن النبي صلى
الله عليه وسلم قال : " خلق الله آدم وطوله ستون ذراعاً ، ثم قال : اذهب
فسلم على أولئك النفر من الملائكة فاستمع ما يجيبونك ، فإنها تحيتك وتحية
ذريتك ، فقال : السلام عليكم ، فقالوا : السلام عليك ورحمة الله فزاده
ورحمة الله . فكل من يدخل الجنة على صورة آدم ، فلم يزل الخلق ينقص حتى
الآن " .
وهكذا رواه البخاري في كتاب الاستئذان ، عن يحيى بن جعفر ، ومسلم ، عن محمد بن رافع ، كلاهما عن عبدالرزاق به .
وقال الإمام أحمد : حدثنا روح ، حدثنا حماد بن سلمة ، عن علي بن زيد ، عن
سعيد بن المسيب ، عن أبي هريرة ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : "
كان طول آدم ستين ذراعاً في سبع أذرع عرضاً " انفرد به أحمد .
وقال الإمام أحمد ، حدثنا عفان ، حدثنا حماد بن سلمة ، عن علي بن زيد ، عن
يوسف بن مهران ، عن ابن عباس قال : لما نزلت آية الدين قال رسول الله صلى
الله عليه وسلم : " إن أول من جحد آدم ، إن أول من جحد آدم ، إن أول من
جحد آدم . إن الله لما خلق آدم مسح ظهره ، فأخرج منه ما هو ذارىء إلى يوم
القيامة ، فجعل يعرض ذريته عليه ، فرآى فيهم رجلاً يزهر ، قال : أي رب . .
من هذا ؟ قال : هذا ابنك داود ، قال : أي رب . . كم عمره . قال ستون عاماً
، قال : أي رب . . زد في عمره . قال : لا ، إلا أن أزيده من عمرك ، وكان
عمر آدم ألف عام فزاده أربعين عاماً . فكتب الله عليه بذلك كتاباً وأشهد
عليه الملائكة .
فلما احتضر آدم أتته الملائكة لقبضه ، قال : إنه قد بقي من عمري أربعون
عاماً ، فقيل له : إنه قد وهبتها لابنك داود ، قال : ما فعلت ، وأبرز الله
عليه الكتاب وشهدت عليه الملائكة" .
وقال أحمد : حدثنا أسود بن عامر ، حدثنا حماد بن سلمة ، عن علي بن زيد ،
عن يوسف ابن مهران ، عن ابن عباس ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم : " إن من جحد آدم - قالها ثلاث مرات - كإن الله عز وجل لما خلقه مسح
ظهره فأخرج ذريته فعرضهم عليه ، فرأى فيهم رجلاً يزهر ، فقال : أي رب . .
زد في عمره . قال : لا ، إلا أن تزيده أنت من عمرك ، فزاده أربعين سنة من
عمره . فكتب الله عليه كتاباً وأشهد عليه الملائكة .
فلما أراد أن يقبض روحه قال : إنه بقي من أجلي أربعون سنة ، فقيل له : إنك
قد جعلتها لابنك داود . قال : فجحد ، قال : فأخرج الله الكتاب ، وأقام
عليه البينة ، فأتمها لداود مائة سنة ، وأتم لآدم عمره ألف سنة ". تفرد به
أحمد وعلي بن زيد في حديثه نكارة .
وروى الطبراني عن علي بن عبد العزيز ، عن حجاج بن منهال ، عن حماد بن سلمة
، عن علي بن زيد ، عن يوسف بن مهران ، عن ابن عباس وغير واحد . عن الحسن
قال : لما نزلت آية الدين قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إن أول من
جحد آدم - ثلاثاً - " وذكره .
وقال الإمام مالك بن أنس في موطئه عن زيد أبي أنيسة ، أن عبد الحميد بن
عبد الرحمن بن زيد بن الخطاب ، أخبره عن مسلم بن يسار الجهني أن عمر بن
الخطاب سئل عن هذه الآية : " وإذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتهم
وأشهدهم على أنفسهم ألست بربكم قالوا بلى " الآية ، فقال ابن الخطاب :
سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يسأل عنها فقال : " إن الله خلق آدم
عليه السلام ، ثم مسح ظهره بيمينه فاسخرج منه ذرتيه . قال : خلقت هؤلاء
للجنة وبعمل أهل الجنة يعملون . ثم مسح ظهره فاستخرج منه ذرية قال : خلقت
هؤلاء للنار ، وبعمل أهل النار يعملون " .
فقال رجل : يا رسول الله . . ففيم العمل ؟ قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم : " إذا خلق الله العبد للجنة استعمله بعمل أهل الجنة ، حتى يموت على
عمل من أعمال أهل الجنة فيدخل به الجنة . وإذا خلق الله العبد للنار ،
استعمله بعمل أهل النار حتى يموت على عمل أهل النار فيدخل به النار " .
وهكذا رواه الإمام أحمد ، و أبو داود ، و الترمذي ، و النسائي ، وابن جرير
، وابن أبي حاتم ، وأبو حاتم و ابن حبان في صحيحه من طرق ، عن الإمام مالك
به .
وقال الترمذي : هذا حديث حسن ، ومسلم بن يسار لم يسمع عمر ، وكذا قال أبو حاتم وأبو زرعة ، زاد أبو حاتم : وبينهما نعيم بن ربيعة .
وقدر رواه أبو داود عن محمد بن مصفى ، عن بقية ، عن عمر بن جثعم ، عن زيد
بن أبي أنيسة ، عن عبد الحميد بن عبد الرحمن بن زيد بن الخطاب ، عن مسلم
بن يسار ، عن نعيم بن ربيعة ، قال : كنت عند عمر بن الخطاب وقد سئل عن هذه
الآية فذكر الحديث .
قال الحافظ الدارقطني : وقد تابع عمر بن جعثم أبو فروة بن يزيد بن
سنان الرهاوي ، عن زيد بن أبي أنيسة قال : وقولهما أولي بالصواب من قول
مالك رحمه الله .
وهذه الأحاديث كلها دالة على استخراجه تعالى ذرية آدم من ظهره كالذر
وقسمتهم قسمين : أهل اليمين وأهل الشمال ، وقال : " هؤلاء للجنة ولا أبالي
، وهؤلاء للنار ولا أبالي " .
فأما الإشهاد عليهم واستنطاقهم بالإقرار بالواحدانية ، فلم يجيء في
الأحاديث الثابتة ، وتفسير الآية التي في سورة الأعراف وحملها على هذا فيه
نظر كما بيناه هناك وذكرنا الأحاديث والآثار مستقصاة بأسانيدها وألفاظ
متونها ، فمن أراد تحريره فليراجعه ثم . . والله أعلم .
* * *
فأما الحديث الذي رواه أحمد : حدثنا حسين بن محمد ، وحدثنا جرير - يعني
ابن حازم - عن كلثوم بن جبر ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس عن النبي صلى
الله عليه وسلم قال : " إن الله أخذ الميثاق من ظهر آدم عليه السلام
بنعمان يوم عرفة ، فأخرج من صلبه كل ذريته ذرأها فنثرها بين يديه ثم كلمهم
قبلاً قال : " ألست بربكم قالوا بلى شهدنا أن تقولوا يوم القيامة إنا كنا
عن هذا غافلين * أو تقولوا إنما أشرك آباؤنا من قبل وكنا ذرية من بعدهم
أفتهلكنا بما فعل المبطلون " ".
فهو بإسناد جيد قوي على شرط مسلم ، رواه النسائي وابن جرير و الحاكم في
مستدركه من حديث حسين بن محمد المروزي به . وقال الحاكم : صحيح الإسناد
ولم يخرجاه ، إلا أنه اختلف فيه على كلثوم بن جبر ، فروي عنه مرفوعاً
وموقوفاً ، وكذا روي عن سعيد بن جبير عن ابن عباس موقوفاً ، وهكذا رواه
العوفي والوالبي والضحاك وأبو حمزة . عن ابن عباس قوله ، وهذا أكثر وأثبت
. . والله أعلم .
وهكذا روي عن عبد الله بن عمر موقوفاً ومرفوعاً والموقوف أصح .
* * *
واستأنس القائلون بهذا القول - وهو أخذ الميثاق على الذرية وهم الجمهور -
بما قال الإمام أحمد : حدثنا حجاج ، حدثني شعبة ، عن أبي عمران الجوني ،
عن أنس بن مالك ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " يقال للرجل من أهل
النار يوم القيامة : لو كان لك ما على الأرض من شيء أكنت مقتدياً به ؟ قال
: فيقول : نعم . فيقول : قد أردت منك ما هو أهو من ذلك ، قد أخذت عليك في
ظهر آدم ألا تشرك بي شيئاً ، فأبيت إلا أن تشرك بي " . أخرجاه من حديث
شعبة به .
وقال أبو جعفر الرازي : عن الربيع بن أنس ، عن أبي العالية ، عن أبي بن
كعب ، في قوله تعالى : " وإذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتهم " الآية
والتي بعدها .
قال : فجمعهم له يؤمئذ جميعاً ما هو كائن منه إلى يوم القيامة ، فخلقهم ثم
صورهم ثم استنطقهم فتكلموا وأخذ عليهم العهد والميثاق وأشهد عليهم أنفسهم
: " ألست بربكم قالوا بلى " الآية .
قال : فإني أشهد عليكم السموات السبع والأرضين السبع ، وأشهد عليكم أباكم
آدم ، ألا تقولوا يوم القيامة : لم نعلم بهذا ، اسمعوا أنه لا إله غيري
ولا رب غيري ، ولا تشركوا بي شيئاً ، وإني سأرسل إليكم رسلاً ينذرونكم
عهدي وميثاقي ، وأنزل عليكم كتابي .
قالوا : نشهد أنك ربنا وإلهنا ، لا رب لنا غيرك ، ولا إله لنا غيرك . فأقروا يومئذ بالطاعة .
ورفع أباهم آدم فنظر إليهم ، فرأى فيهم الغني والفقير ، وحسن الصورة ودون
ذلك ، فقال : يا رب . . لو سويت بين عبادك ؟ فقال : إني أحببت أن أشكر .
ورأى فيهم الأنبياء مثل السرج عليهم النور ، وخصوا بميثاق آخر من الرسالة
والنبوة ، فهو الذي يقول الله تعالى : " وإذ أخذنا من النبيين ميثاقهم
ومنك ومن نوح وإبراهيم وموسى وعيسى ابن مريم وأخذنا منهم ميثاقا غليظا "
وهو الذي يقول : " فأقم وجهك للدين حنيفا فطرة الله التي فطر الناس عليها
لا تبديل لخلق الله " وفي ذلك قال : " هذا نذير من النذر الأولى " وفي ذلك
قال : " وما وجدنا لأكثرهم من عهد وإن وجدنا أكثرهم لفاسقين " .
رواه الأئمة : عبد الله بن أحمد وابن أبي حاتم وابن جرير و ابن مردويه ،
في تفاسيرهم من طريق أبي جعفر ، وروى عن مجاهد وعكرمة وسعيد بن جبير
والحسن البصري وقتادة والسدي ، وغير واحد من علماء السلف بسياقات توافق
هذه الأحاديث .
* * *
وتقدم أنه تعالى لما أمر الملائكة بالسجود لآدم ، امتثلوا كلهم الأمر
الإلهي ، وامتنع إبليس من السجود له حسداً وعداوة له ، فطرده الله وأبعده
وأخرجه من الحضرة الإلهية ونفاه عنها ، وأهبطه إلى الأرض طريداً ملعوناً
شيطاناً رجيماً .
- youyou17
عدد الرسائل : 2077
العمر : 33
تاريخ التسجيل : 12/05/2009
رد: احتجاج آدم وموسى عليهما السلام
الإثنين 24 أغسطس 2009, 18:04
وقد قال الإمام أحمد : حدثنا وكيع ، ويعلي ومحمد ابنا عبيد ، قالوا :
حدثنا الأعمش ، عن أبي صالح ، عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم : " إذا قرأ ابن آدم السجدة فسجد ، اعتزل الشيطان يبكي يقول :
يا ويله . . أمر ابن آدم بالسجود فسجد فله الجنة ، وأمرت بالسجود فعصيت
فلي النار " . ورواه مسلم من حديث وكيع وأبي معاوية عن الأعمش به .
ثم لما أسكن آدم الجنة التي أسكنها - سواء أكانت في السماء أم في الأرض
على ما تقدم من الخلاف فيه - أقام بها هو وزوجته حواء عليهما السلام ،
يأكلان منها رغداً حيث شاءا ، فلما أكلا من الشجرة التي نهيا عنها سلبا ما
كانا فهي من اللباس وأهبطا إلى الأرض . وقد ذكرنا الإختلاف في مواضع هبوطه
منها .
واختلفوا في مقدار مقامه في الجنة : فقيل بعض يوم من أيام الدنيا ، وقد
قدمنا ما رواه مسلم عن أبي هريرة مرفوعاً : " وخلق آدم في آخر ساعة من
ساعات يوم الجمعة " وتقدم أيضاً حديثه عنه . وفيه - يعني يوم الجمعة - "
خلق آدم ، وفيه أخرج منها " .
فإن كان اليوم الذي خلق فيه أخرج فيه - وقلنا إن الأيام الستة كهذه الأيام
- فقد لبث بعض يوم من هذه ، وفي هذا نظر وإن كان إخراجه في غير اليوم الذي
خلق فيه ، أو قلنا بأن تلك الأيام مقدارها ستة آلاف سنة كما تقدم عن ابن
عباس ومجاهد والضحاك ، واختاره ابن جرير ، فقد لبث هناك مدة طويلة .
قال ابن جرير : ومعلوم أنه خلق في آخر ساعة من يوم الجمعة ، والساعة منه
ثلاثة وثمانون سنة وأربعة أشهر ، فمكث مصوراً طيناً قبل أن ينفخ فيه الروح
أربعين سنة ، وأقام في الجنة قبل أن يهبط ثلاثاً وأربعين سنة وأربعة أشهر
. . والله تعالى أعلم .
وقد روي عبد الرزاق ، عن هشام بن حسان ، عن سوار خبر عطاء بن أبي رباح :
أنه كان لما أهبط رجلاه في الأرض ورأسه في السماء ، فحطه الله إلى ستين
ذراعاً . وقد روى عن ابن عباس نحوه .
وفي هذا نظر ، لما تقدم من الحديث المتفق على صحته عن أبي هريرة أن رسول
الله صلى الله عليه وسلم وقال : " إن الله خلق آدم وطوله ستون ذراعاً ،
فلم يزل الخلق ينقص حتى الآن " ، وهذا يقتضي أنه خلق كذلك لا أطول من ستين
ذراعاً ، وأن ذريته لم يزالوا يتناقص خلقهم حتى الآن .
وذكر ابن جرير عن ابن عباس : أن الله قال : يا آدم . . إن لي حرماً بحيال
عرشي . فانطلق فابن لي فيه بيتاً ، فطف به كما تطوف ملائكتي بعرشي ، وأرسل
الله له ملكاً فعرفه مكانه وعلمه المناسك ، وذكر أن موضع كل خطوة خطاها
آدم صارت قربة بعد ذلك .
وعنه : أن أول طعام أكله آدم في الأرض ، أن جاءه جبريل بسبع حبات من حنطة
، فقال : ما هذا ؟ قال : هذا من الشجرة التي نهيت عنها فأكلت منهاه . فقال
: وما أصنع بهذا ؟ قال : ابذره في الأرض ، فبذره ، وكان كل حبة منها زنتها
أزيد من مائة ألف فنبتت فحصده ثم درسه ثم ذراه ، ثم طحنة ثم عجنه ثم خبزه
فأكله بعد جهد عظيم وتعب ونكد ، وذلك قوله تعالى : " فلا يخرجنكما من
الجنة فتشقى " .
وكان أول كسوتهما من شعر الضأن : جزاه ثم غزلاه ، فنسج آدم له جبة ولحواء درعاً وخماراً .
واختلفوا : هل ولد لهما بالجنة شيء من الأولاد ؟ فقيل : لم يولد لهما إلا
في الأرض وقيل : بل ولد لهما فيها ، فكان قابيل وأخته ممن ولد بها . .
والله أعلم .
وذكروا أنه كان يولد له في كل بطن ذكر وأنثى ، وأمر أن يزوج كل ابن أخت
أخيه التي ولدت معه ، والآخر بالأخرى ، وهلم جرا ، ولم يكن تحل أخت لأخيها
الذي ولدت معه
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى